نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 110
عبد الله وعدي ، وسفانة ، فوالله إن وجدنا شيئا نعللهم به ، فقام إلى أحد الصبيان فحمله ، وقمت إلى الصبية فعللتها ، فوالله إن سكتا إلا بعد هدأة من الليل ، ثم عدنا إلى الصبي الآخر فعللناه حتى سكت وما كاد . ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل فأضجعنا الصبيان عليها ، ونمت أنا وهو في حجرة والصبيان بيننا ، ثم أقبل علي يعللني لأنام ، وعرفت ما يريد فتناومت ، فقال مالك أنمت ؟ فسكت فقال : ما أرها إلا قد نامت . وما بي نوم . فلما أدلهم الليل وتهورت النجوم وهدأت الأصوات وسكنت الرجل ، إذا جانب البيت قد رفع ، فقال من هذا ؟ فولى . حتى قلت إذا قد أسحرنا أو كدنا عاد فقال من هذا ؟ قالت : جارتك فلانة يا أبا عدي ، ما وجدت على أحد معولا غيرك ، أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئاب من الجوع . قال أعجليهم علي . قالت النوار : فوثبت فقلت ماذا صنعت ؟ اضطجع والله لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم ، فكيف بهذه وبولدها ؟ فقال : اسكتي ، فوالله لأشبعنك إن شاء الله . قالت : فأقبلت تحمل اثنين وتمشى جنبتيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها [1] ، فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبته ، ثم قدح زنده وأورى ناره ، ثم جاء بمدية فكشط عن جلده ، ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال دونك . ثم قال : ابعثي صبيانك . فبعثهم . ثم قال : سوءة ، أتأكلون شيئا دون أهل الصرم ! فجعل يطوف فيهم حتى هبوا وأقبلوا عليه والتفع في ثوبه ، ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا ، والله ما ذاق مزعة ، وإنه لأحوجهم إليه ، فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر ! وقال الدارقطني : حدثني القاضي أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا عبد الله بن أبي سعد ،