نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 106
صلى الله عليه وسلم فقال : مرحبا بابن أخي . فهذا السياق موقوف على ابن عباس ، وليس فيه أنه كان نبيا ، والمرسلات التي فيها أنه نبي لا يحتج بها هاهنا . والأشبه أنه كان رجلا صالحا له أحوال وكرامات ، فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أولى الناس بعيسى بن مريم أنا ، لأنه ليس بيني وبينه نبي " . وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبيا لان الله تعالى قال : ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) [1] . وقد قال غير واحد من العلماء : إن الله تعالى لم يبعث بعد إسماعيل نبيا في العرب ، إلا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء الذي دعا به إبراهيم الخليل ، باني الكعبة المكرمة التي جعلها الله قبلة لأهل الأرض شرعا ، وبشرت به الأنبياء لقومهم حتى كان آخر من بشر به عيسى بن مريم عليه السلام . وبهذا المسلك بعينه يرد ما ذكره السهيلي وغيره من إرسال نبي من العرب يقال له شعيب بن ذي مهذم بن شعيب بن صفوان صاحب مدين ، وبعث إلى العرب أيضا حنظلة بن صفوان فكذبوهما فسلط الله على العرب بختنصر ، فنال منهم من القتل والسبي نحو ما نال من بني إسرائيل ، وذلك في زمن معد بن عدنان . والظاهر أن هؤلاء كانوا قوما صالحين يدعون إلى الخير والله أعلم . وقد تقدم ذكر عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف في أخبار خزاعة بعد جرهم .