نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 94
مزرعة أموية ، فيأخذ البيعة ليزيد بالذهب والسيف ، قال بعض من ندبه معاوية لهذا الامر : أيها الناس ، أمير المؤمنين هذا ( مشيرا إلى معاوية ) فإن مات فهذا ( مشيرا إلى يزيد ) فمن أبى فهذا ( مشيرا إلى السيف ) ، وهكذا يتربع يزيد على عرش أبيه بعد وفاته ، فيهمل أمر المسلمين ويعكف على اللهو بفهوده وقرود حتى يقلب " يزيد القرود " ثم يسلط من قواده ورجاله من ينزلون بالعباد والبلاد ، من الهول ما يخجل الشيطان نفسه من اقترافه ، فابن زياد في الكوفة والبصرة يحز رأس كل من تسول له نفسه أن يقول " لم " ثم يقتل أبناء الرسول وأحفاده وآل بيته في كربلا قتلا تناهى في البشاعة والرجس ، فضلا عن الخسة والدناءة ، ومسلم بن عقبة مبعوث يزيد إلى المدينة المنورة ، دار الهجرة ، ووطن الأنصار ، وعاصمة الاسلام يصنع بها وبأهلها من الوحشية والجريمة ما يتعاظم كل وصف ، فقتل من الصحابة ومن غيرهم خلق كثير ، ونهبت المدينة واستبيحت ثلاثة أيام ، وافتضت فيها ألف عذراء فيما يقولون ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أخاف أهل المدينة أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ( رواه مسلم ) ، وحتى مكة بمسجدها الحرام يرسل إليها " يزيد القرود " من يستبيحها ، ويستبيح البيت الحرام ، ثم حين يختفي بيت أبي سفيان بموت يزيد ، ويسطو على الخلافة بين مروان ، وهو شعبة أخرى ، وامتداد آخر للأمويين ، يظهر الحجاج لبشر الخراب والدمار والقتل في كل مكان باسم الأمويين ، وفي سبيل دعم ملكهم . وهكذا قتل الحجاج على حب أهل البيت ألوف الرجال ، وفيهم الصحابي والتابعي والفقيه والزاهد والمحدث ، منهم على سبيل المثال الفقهية الزاهد سعيد بن جبير ، فلقد قال له الحجاج يوما : أعلي في الجنة أم في النار ؟ فلم يجب سعيد بغير البكاء ، فأمر الحجاج بإحضار الذهب والفضة وقال لسعيد : أتحب أن لك شيئا منه ، قال سعيد : لا أحب ما لا يحبه الله ، ولما يئس الحجاج من أن يستميله بالمال أمر بقتله ، فقال سعيد : أشهدك يا حجاج أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قال الحجاج اقتلوه ، فضحك سعيد ، فقال الحجاج ما يضحكك ، قال : جرأتك على الله وحلمه عليك ، ولما قتل سعيد ، قال الحسن البصري : والله لو اشترك أهل
94
نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 94