responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي    جلد : 1  صفحه : 89


نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) قال معاوية : " يا ابن عباس إربع على نفسك ، وكف لسانك وإن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية " ، ثم رجع معاوية إلى بيته وبعث إلى ابن عباس بمائة ألف درهم ، ونادى مناديه " أن برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وأهل بيته " .
وزاد الطين بلة ، أن ابتدع معاوية بدعة خسيسة دنيئة ، حيث أقام هو وخلفاؤه من بعده من بني أمية منابر يتناوب عليها الخطباء في سب سيدنا الإمام علي ، كرم الله وجهه في الجنة ، وآل البيت الطاهرين المطهرين ، وفي افتراء الأباطيل للنيل من الامام والزراية عليه ، وظلوا على ذلك طيلة عهد دولتهم ، إلا أيام عمر بن عبد العزيز ، فلما نالوا من ذلك منالا ، ولا حولوا أحدا من حب الإمام علي وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، على تعاقب الزمان واختلاف العصور ، يقول أبو جعفر الإسكافي في " نقض رسائل العثمانية للجاحظ " ، فكان الأمويون لا يألون جهدا في طول ملكهم أن يخمدوا ذكر علي ، عليه السلام ، وولده ، ويطفئوا نورهم ، ويكتموا فضائلهم ومناقبهم وسوابقهم ، ويحملون الناس على سبهم ولعنهم على المنابر ، والعياذ بالله ، فلم يزل السيف يقطر من دمائهم ، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم ، فكانوا بين قتيل وأسير وشريد وهارب ومستخف ، وخائف مرتقب ، حتى أن الفقيه والمحدث والقاص والمتكلم ، ليتقدم إليه ، ويتوعد بغاية الابعاد وأشد العقوبة ، ألا يذكر شيئا من خصائصهم ، ولا يرخصوا لاحد أن يطيف بهم ، وحتى بلغ من تقية المحدث إذا ذكر حديثا عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، كنى عن ذكره فقال : قال رجل من قريش ، وفعل رجل من قريش ، ولا يذكر عليا عليه السلام ، ولا يتفوه باسمه .
ومن ذلك - مثلا - ما يرويه الحاكم في المستدرك عن مالك بن بن دينار قال :
سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال فنظر إلي وقال : كأنك رخي البال ، فغضبت وشكوته لاخوانه من القراء ، فقلت ألا تعجبون من سعيد : إني سألته من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر

89

نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست