الناس ، ولأخيه : إلياس ، وقد تقدم في أول الكتاب القول في عمره نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيه غنية من شرخ تلك الأسماء . وذكر مدركة وطابخة وقمعة وسبب تسميتهم بهذه الأسماء ، وفي الخبر زيادة ، وهو أن إلياس قال لأمهم واسمها ليلى ، وأمها : ضرية بنت ربيعة بن نزار التي ينسب إليها : حمى ضرية ، وقد أقبلت تخندف في مشيتها : ما لك تخندفين ؟ فسميت : خندف ، والخندفة : سرعة في مشي وقال لمدركة : وأنت قد أدركت ما طلبنا وقال لطابخة : وأنت قد أنضجت ما طبختا وقال لقمعة وهو عمير : وأنت قد قعدت فانقمعتا وخندف التي عرف بها بنو إلياس ، وهي التي ضربت الأمثال بحزنها على إلياس ، وذلك أنها تركت بنيها ، وساحت في الأرض تبكيه ، حتى ماتت كمداً ، وكان مات يوم خميس ، وكانت إذا جاء الخميس بكت من أول النهار إلى آخره فمما قيل من الشعر في ذلك : إذا مؤنسٌ لاحت خراطيم شمسه * بكته به حتى ترى الشّمس تغرب فما ردّ بأساً حزنها وعويلها * ولم يغنها حزنٌ ونفسٌ تعذّب وكانوا يسمون الخميس : مؤنساً قال الزبير : وإنما نسب بنو إلياس لأمهم ؛ لأنها حين تركتهم شغلاً لحزنها على أبيهم ، رحمهم الناس فقالوا : هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم ، وهم صغار أيتام ، حتى عرفوا ببني خندف . وأما عوانة بنت سعد بن قيس عيلان فسميت : العوانة وهي الناقة الطويلة .