سيف بن ذي يزن وخبره مع كسرى : وذكر سيف بن ذي يزن وخبره مع النعمان وكسرى ، وقد ذكرنا قصته في أول حديث الحبشة ، وأنه مات عند كسرى ، وقام ابنه مقامه في الطلب ، وهو سيف بن ذي يزن بن ذي أصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجح وهو : حمير بن سبأ ، وكسرى هذا هو : أنو شروان بن قباذ ، ومعناه مجدد الملك ، لأنه جمع ملك فارس بعد شتات . والنعمان : اسم منقول من النعمان الذي هو الدم . قاله صاحب العين ، والقنقل الذي شبه به التاج هو مكيال عظيم . قال الراجز يصف الكمأة : مالك لا تجرفها بالقنقل * لا خير في الكمأة إن لم تفعل وفي الغريبين للهروي : القنقل : مكيال يسع ثلاثة وثلاثين مناً ، ولم يذكر كم المن ، وأحسبه وزن رطلين ، وهذا التاج قد أتى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استلب من يزدجرد بن شهريار تصير إليه من قبل جده أنو شروان المذكور ، فلما أتى به عمر رضي الله عنه ، دعا سراقة بن مالك المدلجي ، فحلاه بأسورة كسرى ، وجعل التاج على رأسه ، وقال له : قل : الحمد لله الذي نزع تاج كسرى ، ملك الأملاك من رأسه ، ووضعه في رأس أعرابي من بني مدلج ، وذلك بعز الإسلام وبركته لا بقوتنا وإنما خص عمر سراقة بهذا ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قال له : يا سراق كيف بك إذا وضع تاج كسرى على رأسك وإسواره في يديك أو كما قال صلى الله عليه وسلم .