وقوله : ابذعروا : تفرقوا من ذعر ، وهي كلمة منحوتة من أصلين من البذر والذعر . وقوله : إلا دين الحنيفة . يريد : بالحنيفة : الأمة الحنيفة ، أي : المسلمة التي على دين إبراهيم الحنيف صلى الله عليه وسلم وذلك : أنه حنف عن اليهودية والنصرانية ، أي عدل عنها ، فسمي حنيفاً ، أوحنف عما كان يعبد آباؤه وقومه . وقوله في شعر الفرزدق : كما قال ابن نوح . اسمه : يام ، وقيل : كنعان . وقوله : مطرخمي الطراخم المطرخم : الممتلئ كبراً أو غضباً . والطراخم : جمع مطرخم على قياس الجمع ، فإن المطرخم اسم من ستة أحرف ، فيحذف منه في الجمع والتصغير ما فيه من الزوائد ، وفيه زائدتان : الميم الأولى ، والميم المدغمة في الميم الآخرة ؛ لأن الحرف المضاعف حرفان ، يقال في تصغير مطرخم : طريخم ، وفي جمعه : طراخم ، وفي مسبطر : سباطر ، وذكره يعقوب في الألفاظ بالغين ، فقال : اطرغم الرجل ، ولم يذكر الخاء . وذكر عبد الله بن قيس الرقيات . واختلف في تلقيبه : قيس الرقيات ، فقيل : كان له ثلاث جدات كلهن : رقية ، فمن قال فيه : ابن الرقيات ، فإنه نسبه إلى جداته ، ومن قال : قيس الرقيات دون ذكر ابن ، فإنه نسبة ، وقيل : بل شبب بثلاث نسوة كلهن تسمى : رقية ، وقيل : بل ببيت قاله وهو : رقية ما رقية ما رقية أيها الرجل . وقال الزبير : كان يشبب برقية بنت عبد الواحد بن أبي السرح من بني ضباب بن حجير بن عبد بن معيص ، وبابنة عم لها اسمها رقية ، وهو ابن قيس بن شريح من بني حجير أيضاً ، وحجير أخو حجر بن عبد بن معيص بن عامر رهط عمرو بن أم مكتوم الأعمى . وقوله : حتى كأنه مرجوم وهو قد رجم ، فكيف شبهه بالمرجوم وهو مرجوم بالحجارة ، وهل يجوز أن يقال في مقتول : كأنه مقتول ؟ فنقول : لما ذكر استهلال الطير ، وجعلها كالسحاب يستهل بالمطر ، والمطر ليس برجم ، وإنما الرجم بالأكف ونحوها ، شبهه بالمرجوم الذي يرجمه الآدميون ، أو من يعقل ويتعمد الرجم من عدو ونحوه ، فعند ذلك يكون المقتول بالحجارة مرجوماً على الحقيقة ، ولما لم يكن جيش الحبشة كذلك ، وإنما أمطروا حجارةً فمن ثم قال : كأنه مرجوم .