وذكر أبو علي القالي في الأمالي أن الذي نسأ الشهور منهم : نعيم بن تعلبة ، وليس هذا بمعروف ، وأما نسؤهم للشهر ، فكان على ضربين : أحدهما : ما ذكر ابن إسحاق من تأخير شهر المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات ، وطلب الثارات ، والثاني : تأخيرهم الحج عن وقته تحرياً منهم للسنة الشمسية ، فكانوا يؤخرونه في كل عام أحد عشر يوماً ، أو أكثر قليلاً ، حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنةً ، فيعود إلى وقته ، ولذلك قال عليه السلام في حجة الوداع : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض وكانت حجة الوداع في السنة التي عاد فيها الحج إلى وقته ، ولم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة غير تلك الحجة ، وذلك لإخراج الكفار الحج عن وقته ، ولطوافهم بالبيت عراة والله أعلم إذ كانت مكة بحكمهم ، حتى فتحها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم . قال شيخنا أبو بكر : نرى أن قول الله سبحانه : « يَسْأَلُونك عن الأَهِلَّةِ قل هي مواقيتُ للناس والحج » البقرة . ! وخص