ولم يخرج عنه مسلم ولا البخاري ؛ لأنه يقال : إن كتبه احترقت ، فكان يحدث من حفظه ، وكان مالك بن أنس يحسن فيه القول ، ويقال إنه الذي روي عنه حديث بيع العربان في الموطأ مالك ، عن الثقة عنده ، عن عمرو بن شعيب ، فيقال : إن الثقة ههنا ابن لهيعة ، ويقال : إن ابن وهب حدث به عن ابن لهيعة ، وحديث ابن لهيعة هذا ، أخبرنا به أبو بكر الحافظ محمد بن العربي قال : نا أبو المطهر سعد بن عبد الله بن أبي الرجاء ، عن أبي نعيم الحافظ قال : نا أبو بكر أحمد بن يوسف العطار قال : نا الحارث بن أبي أسامة ، قال : نا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة ، عن عقيل بن خالد عن الزهري ، عن عروة عن أسامة بن زيد ، قال : حدثني أبي زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل عليه السلام ، فعلمه الوضوء ، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء ، فنضح بها فرجه ، وحدثنا به أيضاً أبو بكر محمد بن طاهر ، عن أبي علي الغساني عن أبي عمر النمري ، عن أحمد بن قاسم ، عن قاسم بن أصبغ ، عن الحارث بن أبي أسامة بالإسناد المتقدم ، فالوضوء على هذا الحديث مكي بالفرض ، مدني بالتلاوة ، لأن آية الوضوء مدنية ، وإنما قالت عائشة : فأنزل الله تعالى آية التيمم ، ولم تقل : آية الوضوء ، وهي هي ؛ لأن الوضوء قد كان مفروضاً قبل ، غير أنه لم يكن قرآنا يتلى ، حتى نزلت آية المائدة . < فهرس الموضوعات > إمامة جبريل للنبي ( ص ) ومواقيت الصلاة < / فهرس الموضوعات > إمامة جبريل للنبي ( ص ) ومواقيت الصلاة : وذكر حديث عبد الله بن عباس في إمامة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه إياه أوقات الصلوات الخمس في اليومين ، وهذا الحديث لم يكن ينبغي له أن يذكره في هذا الوضع ؛ لأن أهل الصحيح متفقون على أن هذه القصة ، كانت في الغد من ليلة الإسراء ، وذلك بعدما نبئ بخمسة أعوام ، وقد قيل إن الإسراء كان قبل الهجرة بعام ونصف ، وقيل : بعام ، فذكره ابن إسحاق في بدء نزول الوحي ، وأول أحوال الصلاة . < فهرس الموضوعات > أول من أسلم < / فهرس الموضوعات > أول من أسلم : وذكر أن أول ذكر آمن بالله علي رضي الله عنه ، وسيأتي قول من قال : أول من أسلم أبو بكر ، ولكن ذلك والله أعلم من الرجال ؛ لأن علياً كان حين أسلم صبياً لم يدرك ، ولا يختلف أن خديجة هي أول من آمن بالله ، وصدق رسوله ، وكان علي أصغر من جعفر بعشر سنين ، وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين ،