عليه وسلم مغضباً : إن خديجة أوصتني بها ، فغارت عائشة ، وقالت : لكأنه ليس في الأرض امرأة إلا خديجة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً ، فلبث ما شاء الله ثم رجع ، فإذا أم رومان قالت يا رسول الله : ما لك ولعائشة ؟ ! إنها حدثة ، وإنك أحق من تجاوز عنها ، فأخذ بشدق عائشة ، وقال : ألست القائلة : كأنما ليس على الأرض امرأة إلا خديجة ، والله لقد آمنت بي إذ كفر قومك ، ورزقت مني الولد وحرمتموه . < فهرس الموضوعات > خديجة خير نساء الأرض < / فهرس الموضوعات > خديجة خير نساء الأرض : وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خير نسائها : مريم بنت عمران ، وخير نسائها : خديجة ، والهاء في نسائها حين ذكر مريم عائدة على السماء ، والهاء في نسائها حين ذكر خديجة عائدة على الأرض ، وذلك أن هذا الحديث رواه وكيع وأبو أسامة وابن نمير في آخرين ، وأشار وكيع من بينهم حين حدث بالحديث بإصبعه إلى السماء عند ذكر مريم ، وإلى الأرض عند ذكر خديجة ، وهذه إشارة ليست من رأيه ، وإنما هي زيادة من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وزيادة العدل مقبولة ، ويحتمل أن يكون معنى إشارته إلى السماء والأرض عند ذكرهما ، أي : هما خير نساء بين السماء والأرض وهذا أثبت عندي بظاهر الحديث . ولعلنا أن نذكر اختلاف العلماء في التفضيل بين مريم وخديجة وعائشة رضي الله عنهن وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نزع به كل فريق منهم . < فهرس الموضوعات > بيت خديجة في الجنة < / فهرس الموضوعات > بيت خديجة في الجنة : وأما قوله : ببيت من قصب ، فقد رواه الخطابي مفسراً ، وقال فيه : قالت خديجة : يا رسول الله ، هل في الجنة قصب ؟ فقال : إنه قصب من لؤلؤ مجبى . قال الخطابي : يجوز أن يكون معناه : مجوباً من قولك : جبت الثوب إذا خرقته ، فيكون من المقلوب ، ويجوز أن يكون الأصل مجبباً بباءين من الجب وهو القطع أي : قطع داخله ، وقلبت الباء ياء ، كما قالوا : تظنيت من الظن ، وتقصيت أظفاري ، وتكلم أصحاب المعاني في هذا الحديث ، وقالوا : كيف لم يبشرها إلا ببيت ، وأدنى أهل الجنة منزلةً من يعطى مسيرة ألف عام في الجنة ، كما في حديث ابن عمر ، خرجه الترمذي ، وكيف لم ينعت هذا البيت بشيء من أوصاف النعيم والبهجة أكثر من نفي الصخب وهو : رفع الصوت . فأما أبو بكر الإسكاف ، فقال في كتاب فوائد الأخبار له : معنى الحديث : أنه بشرت ببيت زائد على ما أعد الله لها مما هو ثواب لإيمانها وعملها ؛ ولذلك قال : لا صخب فيه ولا نصب ، أي : لم تنصب فيه ، ولم تصخب . أي : إنما أعطيته زيادة على جميع العمل الذي نصبت فيه . قال المؤلف رحمه الله : لا أدري ما هذا التأويل ، ولا يقتضيه ظاهر الحديث ، ولا يوجد شاهد يعضده . وأما الخطابي ، فقال : البيت ها هنا عبارة عن قصر ، وقد يقال لمنزل الرجل : بيته ، والذي قاله صحيح ، يقال في القوم : هم أهل بيت شرف وبيت عز ، وفي التنزيل : « غَيْرَ بَيتٍ من الْمُسْلِمِين » . ولكن لذكر البيت ههنا بهذا اللفظ ولقوله : ببيت ، ولم يقل : بقصر معنىً لائق بصورة الحال ، وذلك أنها