رأيت القس في الجنة ، وعليه ثياب الحرير ، لأنه آمن بي وصدقني ، يعني : ورقة ، وفي رواية يونس أيضاً أنه عليه السلام قال لرجل سب ورقة : أما علمت أني رأيت لورقة جنةً أو جنتين ، وهذا الحديث الأخير قد أسنده البزار . < فهرس الموضوعات > معنى : لقد خشيت على نفسي < / فهرس الموضوعات > معنى : لقد خشيت على نفسي : وفي الصحيح أنه قال لخديجة : لقد خشيت على نفسي ، وتكلم العلماء في معنى هذه الخشية بأقوال كثيرة ، فذهب أبو بكر الإسماعيلي إلى أن هذه الخشية كانت منه قبل أن يحصل له العلم بأن الذي جاءه ملك من عند الله ، وكان أشق شيء عليه أن يقال عنه : مجنون ، ولم ير الإسماعيلي أن هذا محال في مبدأ الأمر ؛ لأن العلم الضروري قد لا يحصل دفعة واحدة ، وضرب مثلاً بالبيت من الشعر تسمع أوله ، فلا تدري أنظم هو أم نثر ، فإذا استمر الإنشاد ، علمت قطعاً أنه قصد به قصد الشعر ، كذلك لما استمر الوحي واقترنت به القرائن المقتضية للعلم القطعي ، حصل العلم القطعي ، وقد أثنى الله تعالى عليه بهذا العلم فقال : « آمن الرسولُ بما أُنْزِل إليه من ربه والمؤمنون » إلى قوله : « وملائكته وكتبِه ورُسُله » فإيمانه بالله وبملائكته إيمان كسبي موعود عليه بالثواب الجزيل ، كما وعد على سائر أفعاله المكتسبة كانت من أفعال القلب أو أفعال الجوارح ، وقد قيل في قوله : لقد خشيت على نفسي ، أي : خشيت ألا أنهض بأعباء النبوة ، وأن أضعف عنها ، ثم أزال الله خشيته ، ورزقه الأيد والقوة والثبات والعصمة . وقد قيل : إن خشيته كانت من قومه أن يقتلوه ، ولا غرو ، فإنه بشر يخشى من القتل والإذاية الشديدة ما يخشاه البشر ، ثم يهون عليه الصبر في ذات الله كل خشية ، ويجلب إلى قلبه كل شجاعة وقوة ، وقد قيل في معنى الخشية أقوال غير هذه ، رغبت عن التطويل بذكرها . < فهرس الموضوعات > متى وكيف نزل القرآن < / فهرس الموضوعات > متى وكيف نزل القرآن : وذكر قول الله تعالى : « شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِل فيه القرآنُ » البقرة . إلى آخر الآية ، مستشهداً بذلك على أن القرآن أنزل في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر من رمضان ، وهذا يحمل تأويلين : أحدهما : أن يكون أراد بدء النزول وأوله ؛ لأن القرآن نزل في أكثر من عشرين سنة في رمضان وغيره ، والثاني : ما قاله ابن عباس : أنه نزل جملة واحدة إلى سماء الدنيا ، فجعل في بيت العزة مكنوناً في الصحف المكرمة ، المرفوعة المطهرة ، ثم نزلت منه الآية بعد الآية ، والسورة بعد السورة في أجوبة السائلين ، والنوازل الحادثة إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم وهذا التأويل أشبه بالظاهر ، وأصح في النقل والله أعلم .