أشقى الناس من أدركته الساعة وهو حي ، ورواية ابن إسحاق أيضاً لها وجه ، لأن المعنى : أترى ذلك اليوم ، فسمى رؤيته إدراكاً ، وفي التنزيل : « لا تُدْرِكُه الأبصارُ » أي : لا تراه على أحد القولين . وقوله : مؤزراً من الأزر وهو القوة والعون . < فهرس الموضوعات > تصريف لفظ مخرجي < / فهرس الموضوعات > تصريف لفظ مخرجي : وفي حديث البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لورقة : أو مخرجي هم . لا بد من تشديد الياء في مخرجي ، لأنه جمع ، والأصل مخرجوي فأدغمت الواو في الياء وهو خبر ابتداء مقدم ، ولو كان المبتدأ اسماً ظاهر الجاز تخفيف الياء ، ويكون الاسم الظاهر فاعلاً لا مبتدأ ، كما تقول : أضارب قومك ، أخارج إخوتك فتفرد ، لأنك رفعت به فاعلاً ، وهو حسن في مذهب سيبويه والأخفش ، ولولا الاستفهام ما جاز الإفراد إلا على مذهب الأخفش ، فإنه يقول : قائم الزيدون دون استفهام ، فإن كان الاسم المبتدأ من المضمرات نحو : أخارج أنت ، وأقائم هو ؟ لم يصح فيه إلا الابتداء ، لأن الفاعل إذا كان مضمراً لم يكن منفصلاً لا تقول : قام أنا ، ولا ذهب أنت وكذلك لا تقول : أذاهب أنت على حد الفاعل ولكن على المبتدأ ، وإذا كان على حد المبتدأ ، فلا بد من جمع الخبر ، فعلى هذا تقول : أمخرجي هم ، تريد : مخرجون ، ثم أضف إلى الياء ، وحذف النون ، وأدغمت الواو كما يقتضي القياس . < فهرس الموضوعات > تصريف لفظ يافوخ < / فهرس الموضوعات > تصريف لفظ يافوخ : وذكر أن ورقة بن نوفل لقي النبي عليه السلام ، فقبل يافوخه قد تقدم ذكر اليافوخ ، وأنه يفعول مهموز ، وأنه لا يقال في رأس الطفل يافوخ حتى يشتد وإنما يقال له : الغاذية ، وذكرنا قول العجاج : ضرب إذا أصاب اليآفيخ حفر . ولو كان يافوخ فاعولاً ، كما ظن بعضهم لم يجز همزه في الواحد . < فهرس الموضوعات > الذهاب إلى ورقة < / فهرس الموضوعات > الذهاب إلى ورقة : وفي رواية يونس عن ابن إسحاق بسنده إلى أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال لخديجة : إني إذا خلوت وحدي سمعت نداءً ، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر . قالت : معاذ الله ما كان الله ليفعل ذلك بك . فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم . وتصدق الحديث ، فلما دخل أبو بكر ، وليس عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت خديجة له ذلك ، فقالت : يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده . فقال : انطلق بنا إلى ورقة بن نوفل . فقال : ومن أخرك ؟ قال : خديجة ، فانطلقا إليه ، فقصا عليه ، فقال : إني إذا خلوت وحدي سمعت نداءً خلفي : يا محمد يا محمد ، فأنطلق هارباً في الأرض . فقال له : لا تفعل ، إذا أتاك فاثبت ، حتى تسمع ما يقول لك . ثم ائتني ، فأخبرني ، فلما خلا ناداه : يا محمد قل : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . حتى بلغ : ولا الضالين . قل : لا إله إلا الله . فأتى ورقة ، فذكر ذلك له ، فقال له ورقة : أبشر ، ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم ، وأنك على مثل ناموس موسى ، وأنك نبي مرسل ، وأنك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا . ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك . فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد