الغنم ، ثم تنصرف . في حديث ذكره أبو علي في النوادر ، ومعناه : استخبر ، فاستعاره من الشم ، فنصب اليهودية والنصرانية نصب المفعول ، ومن خفض جعل شام اسم فاعل من شممت ، والفعل أولى بهذا الموضع ، كما تقدم . شرح ألفاظ وردت في شعر ورقة : وقول ورقة : رشدت وأنعمت ابن عمرو ، أي : رشدت وبالغت في الرشد ، كما يقال : أمعنت النظر وأنعمته ، وقوله : ولو كان تحت الأرض سبعين وادياً بالنصب . نصب سبعين على الحال ، لأنه قد يكون صفةً للنكرة ، كما قال : فلو كنت في جب ثمانين قامة وما يكون صفة للنكرة يكون حالاً من المعرفة ، وهو هنا حال من البعد ، كأنه قال : ولو بعد تحت الأرض سبعين . كما تقول : بعد طويلاً ، أي : بعداً طويلاً ، وإذا حذفت المصدر ، وأقمت الصفة مقامه لم تكن إلا حالاً ، وقد تقدم قول سيبويه في ذلك في مسألة : ساروا رويداً ونحو هذا : داري خلف دارك فرسخاً ، أي : تقرب منها فرسخاً إن أردت القرب ، وكذلك إن أردت البعد ، فالبعد والقرب مقدران بالفرسخ ، فلو قلت : داري تقرب منك قرباً مقدراً بفرسخ ، لكان بمنزلة من يقول : قرباً كثيراً أو قليلاً ، فالفرسخ موضوع موضع كثير أو قليل فإعرابه كإعرابه ، وكذلك قول الشاعر : لا تعجبوا فلو أن طول قناته * ميلٌ إذا نظم الفوارس ميلاً أي : نظمهم نظماً مستطيلاً ، ووضع ميلاً موضع مستطيلاً ، فإعرابه كإعرابه ، فهو وصف للمصدر ، وإذا أقيم الوصف مقام الموصوف في هذا الباب لم يكن حالاً من الفاعل ، لكن من المصدر الذي يدل الفعل عليه بلفظه نحو : ساروا طويلاً ، وسقيتها أحسن من سقي إبلك ، ونحو ذلك .