بأن أحمد يأتيه فيخبره * جبريل : إنك مبعوثٌ إلى البشر فقلت : علّ الذي ترجين ينجزه * لك الإله فرجّي الخير وانتظري وأرسلته إلينا كي نسائله * عن أمره ما يرى في النوم والسّهر فقال حين أتانا منطقا عجبا * يقفّ منه أعالي الجلد والشّعر إني رأيت أمين اللّه واجهني * في صورة أكملت في أهيب الصّور ثم استمر فكان الخوف يذعرني * مما يسلّم من حولي من الشّجر فقلت : ظني وما أدري أيصدقني * أن سوف تبعث تتلوا منزل السّور وسوف أُبليك إن أعلنت دعوتهم * من الجهاد بلا منٍّ ولا كدر لماذا اثنى ورقة مكة في شعره وبحث في تثنية المفرد : وفي شعر ورقة : يبطن المكّتين على رجائي * حديثك أن أرى منه خروجا ثنى مكة ، وهي واحدة ؛ لأن لها بطاحاً وظواهر ، وقد ذكرنا من أهل البطاح ، ومن أهل الظواهر فيما قبل ، على أن للعرب مذهباً في أشعارهما في تثنية البقعة الواحدة ، وجمعها نحو قوله : وميت بغزات . يريد : بغزة وبغادين في بغداد ، وأما التثنية فكثير نحو قوله : بالرّقمتين له أجرٍ وأعراس * والحمّتين سقاك اللّه من دار وقول زهير : ودار لها بالرقمتين . وقول ورقة من هذا : يبطن المكتين . لا معنى لإدخال الظواهر تحت هذا اللفظ ، وقد أضاف إليها البطن ، كما أضافه المبرق حين قال : * ببطن مكة مقهورٌ ومفتون * وإنما يقصد العرب في هذا الإشارة إلى جانبي كل بلدة ، أو الإشارة إلى أعلى البلدة وأسفلها ، فيجعلونها اثنين على هذا المغزى ، وقد قالوا : صدنا بقنوين وهو قنا اسم جبل ، وقال عنترة : * شربت بماء الدّحرضين * وهو من هذا الباب في أصح القولين ، قال عنترة أيضاً : * بعنيزتين وأهلنا بالعيلم *