زيارة الرسول ( ص ) لقبر أمه : وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه بالأبواء في ألف مقنع ، فبكى وأبكى ، وهذا حديث صحيح ، وفي الصحيح أيضاً أنه قال : استأذنت ربي في زيارة قبر أمي ، فأذن لي ، واستأذنته أن أستغفر لها ، فلم يأذن لي . وفي مسند البزار من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يستغفر لأمه ، ضرب جبريل عليه السلام في صدره ، وقال له : لا تستغفر لمن كان مشركاً ، فرجع وهو حزين . وفي الحديث زيادة في غير الصحيح أنه سئل عن بكائه ، فقال : ذكرت ضعفها وشدة عذاب الله ، إن كان صح هذا . وفي حديث آخر ما يصححه ، وهو أن رجلاً قال له : يا رسول الله : أين أبي ؟ فقال : في النار ، فلما ولى الرجل ، قال عليه السلام : إن أبي وأباك في النار ، وليس لنا أن نقول نحن هذا في أبويه صلى الله عليه وسلم لقوله عليه السلام : لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات ، والله عز وجل يقول : « إن الذين يُؤذُونَ اللّه وَرَسُولَه لعنهم اللّهُ في الدنيا والآخرةِ » الأحزاب . وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل هذه المقالة ، لأنه وجد في نفسه ، وقد قيل : إنه قال : أين أبوك أنت ؟ فحينئذ قال ذلك ، وقد رواه معمر بن راشد بغير هذا اللفظ ، فلم يذكر أنه قال له : إن أبي وأباك في النار ، ولكن ذكر أنه قال له : إذا مررت بقبر كافر ، فبشره بالنار ، وروي حديث غريب لعله أن يصح . وجدته بخط جدي أبي عمران أحمد بن أبي الحسن القاضي رحمه الله بسند فيه مجهولون ، ذكر أنه نقله من كتاب ، انتسخ من كتاب معوذ بن داود بن معوذ الزاهد يرفعه إلى عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه ، فأحياهما له ، وآمنا به ، ثم أماتهما ، والله قادر على كل شيء ، وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء ، ونبيه عليه السلام أهل أن يخصه بما شاء من فضله ، وينعم عليه بما شاء من كرامته صلوات الله عليه وآله وسلم .