بعض ، وكان ثقيف وهو قسي بن منبه صهراً لعامر بن الظرب ، كانت تحته زينب بنت عامر ، وهي أم أكثر ثقيف ، وقيل : هي أخت عامر ، وأختها ليلى بنت الظرب هي : أم دوس بن عدنان ، وسيأتي طرف من خبره فيما بعد إن شاء الله فلما هلكت عدوان ، وأخرجت بقيتهم ثقيف من الطائف ، صارت الطائف بأسرها لثقيف إلى اليوم . وقوله : حية الأرض ، يقال فلان حية الأرض ، وحية الوادي إذا كان مهيباً يذعر منه ، كما قال حسان : يا محكم بن طفيلٍ قد أُتيح لكم * للّه درّ أبيكم حيّة الوادي يعني بحية الوادي : خالد بن الوليد رضي الله عنه . فصل : وقوله : عذير الحي من عدوان : نصب عذيراً على الفعل المتروك إظهاره ، كأنه يقول : هاتوا عذيره ، أي : من يعذره ، فيكون العذير بمعنى : العاذر ، ويكون أيضاً بمعنى : العذر مصدراً كالحديث ونحوه . أبو سيارة وذكر أبا سيارة : وهو عميلة بن الأعزل في قول ابن إسحاق ، وقال غيره : اسمه : العاصي . قاله الخطابي . واسم الأعزل : خالد ، ذكره الأصبهاني ، وكانت له أتان عوراء ، خطامها ليف ، يقال : إنه دفع عليها في الموقف أربعين سنة ، وإياها يعني الراجز في قوله : حتى يجيز سالماً حماره . وكانت تلك الأتان سوداء ؛ ولذلك يقول : لاهمّ مالي في الحمار الأسود * أصبحت بين العالمين أُحسد فق أبا سيارة المحسّد * من شرّ كل حاسد إذ يحسد وأبو سيارة هذا هو الذي يقول : أشرق ثبير كيما نغير ، وهو الذي يقول : لا همّ إني تابعٌ تباعه وكان يقول في دعائه : اللهم بغض بين رعائنا ، وحبب بين نسائنا ، واجعل المال في سمحائنا : وهو أول من جعل الدية مائةً من الإبل ، فيما ذكر أبو اليقظان ، حكاه عنه حمزة بن الحسن الأصبهاني . وقوله : وعن مواليه بني فزارة . يعني بمواليه : بني عمه ، لأنه من عدوان وعدوان وفزارة : من قيس عيلان ، وقوله : مستقبل القبلة يدعو جاره . أي : يدعو الله عز وجل ، يقول : اللهم كن لنا جاراً مما نخافه ، أي مجيراً .