وحدثه أبو الحسن الأثرم عن أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي ، قال : منتهى من وقع عليه اسم قريش : النضر بن كنانة ، فولده : قريش دون سائر بني كنانة بن خزيمة بن مدركة ، وهو عامر بن إلياس بن مضر ، فأما من ولد كنانة سوى النضر فلا يقال لهم : قريش ، وإنما سمي بنو النضر قريشاً لتجمعهم ، لأن التقرش هو التجمع . قال : وقال بعضهم : التجار يتقارشون : يتجرون ، والدليل على اضطراب هذا القول أن قريشاً لم يجتمعوا حتى جمعهم قصي بن كلاب ، فلم يجمع إلا ولد فهر بن مالك لا مرية عند أحد في ذلك ، وبعد هذا فنحن أعلم بأمورنا ، وأرعى لمآثرنا ، وأحفظ لأسمائنا ، لم نعلم ولم ندع قريشاً ، ولم نهمم إلا ولد فهر بن مالك . قال المؤلف : في جميع هذا الكلام من قول الزبير ، وما حكاه عن النسابين نقلته من كتاب الشيخ أبي بحر رحمه الله ثم ألفيته في كتاب الزبير كما ذكره ، ورأيت لغيره أن قريشاً تصغير القرش ، وهو حوت في البحر يأكل حيتان البحر ، سميت به القبيلة ، أو سمي به أبو القبيلة والله أعلم ورد الزبير علي ابن إسحاق في أنها سميت قريشاً لتجمعها ، وأنه لا يعرف قريش إلا في بني فهر رداً لا يلزم ؛ لأن ابن إسحاق لم يقل : إنهم بنو قصي خاصة ، وإنما أراد أنهم سموا بهذا الاسم مذ جمعهم قصي ، وكذا قال المبرد في المقتضب : إن هذه التسمية إنما وقعت لقصي والله أعلم غير أنا قدمنا في قول كعب بن لؤي ما يدل على أنها كانت تسمى قريشاً قبل مولد قصي وهو قوله : إذا قريش تبغي الحق خذلانا . وذكر قول رؤبة : قد كان يغنيهم عن الشغوش . وفسره : ضرب من القمح ، وفسر الخشل : رؤوس الخلاخيل . وفي حاشية الشيخ عن أبي الوليد قال : إنما الخشل : المقل ، والقروش : ما تساقط من حتاته ، وتقشر منه ، وأنشد لكثير بن عبد الرحمن : أليس أبي بالصلت أم ليس إخوتي . البيت وبعده : رأيت ثياب العصب مختلط السّدي * بنا وبهم والحضرميّ المخضّرا