وأنشد في البحيرة : فيه من الأخرج المرباع قرقرةٌ * هدر الدّيافيّ وسط الهجمة البحر هكذا الرواية : المرباع بالباء من الربيع ، والمرباع هو : الفحل الذي يبكر بالإلقاح ، ويقال للناقة أيضاً : مرباع إذا بكرت بالنتاج ، وللروضة إذا بكرت بالنبات . يصف في هذا البيت حمار وحش يقول : فيه من الأخرج ، وهو : الظليم الذي هو بياض وسواد ، أي : فيه منه قرقرة أي صوت وهدر مل هدر الديافي أي : الفحل المنسوب إلى دياف بلد بالشام ، والهجمة من الإبل : دون المائة ، وجعلها بحراً لأنها تأمن من الغارات ، يصفها بالمنعة والحماية ، كما تأمن من البحيرة من أن تذبح أو تنحر ، ورأيت في شعر ابن مقبل : من الأخرج المرياع بالياء أخت الواو ، وفسره في الشرح من راع يريع إذا أسرع الإجابة ، كما قال طرفة : تريع إلى صوت المهيب وتتقي . والنفس إلى الرواية الأولى أسكن ، وحكي عن ابن قتيبة أنه قال : في البحر : هي الغزيرات اللبن لا جمع بحيرة ، كأنها : جمع بحور عنده ، فظن هذا يذهب المعنى الذي ذكرنا من أمنها ومنعتها ؛ إذ ليس هذا المعنى في الغزيرات اللبن ، لكنه أظهر في العربية ؛ لأن بحيرة : فعيلة ، وفعيلة لا تجمع على فعل إلا أن تشبه بسفينة وسفن ، وخريدة وخرد ، وهو قليل . وقيل البيت في وصف روض : بعازب النّبت يرتاح الفؤاد له * رأد النّهار لأصواتٍ من النّغر وبعد البيت الواقع في السيرة : والأزرق الأخضر السّربال منتصبٌ * قيد العصا فوق ذيّالٍ من الزّهر يعني بالأزرق : ذباب الروض ، وكذلك النغر ، وقوله في البيت الآخر : حول الوصائل : جمع حائل ، ويقال في جمعها أيضاً : حول ، ومثله : عائط وعوطط على غير قياس . والشريف اسم موضع .