وهو : أجأ بن عبد الحي ، وكان فجر بسلمى بنت حام ، أو اتهم بذلك ، فصلبا في ذينك الجبلين ، وعندهما جبل يقال له : العوجاء ، وكانت العوجاء حاضنة سلمى فيما ذكر وكانت السفير بينها وبين أجأ ، فصلبت في الجبل الثالث ، فسمي بها . وذكر ذا الخلصة ، وهو بيت دوس . والخلص في اللغة : نبات طيب الريح يتعلق بالشجر ، له حب كعنب الثعلب . وجمع الخلصة : خلص . وأن الذي استقسم بالأزلام هو : امرؤ القيس بن حجر . ووقع في كتاب أبي الفرج أن امرئ القيس بن حجر حين وترته بنو أسد بقتل أبيه استقسم عند ذي الخلصة بثلاثة أزلام ، وهي : الزاجر والآمر والمتربص ، فخرج له الزاجر ، فسب الصنم ، ورماه بالحجارة ، وقال له : اعضض ببظر أمك ، وقال الرجز الذي ذكره ابن إسحاق : لو كنت يا ذا الخلص الموتورا . إلى آخره ، ولم يستقسم أحد عند ذي الخلصة بعد حتى جاء الإسلام ، وموضعه اليوم مسجد جامع لبلدة يقال لها : العبلات من أرض خثعم . ذكره المبرد عن أبي عبيدة . واسم امرئ القيس : حندج ، والحندج : بقلة تنبت في الرمل . والقيس : الشدة والنجدة . قال الشاعر : وأنت على الأعداء قيسٌ ونجدةٌ * وأنت على الأدنى هشامٌ ونوفل والنسب إليه : مرقسي ، وإلى كل امرئ القيس سواه : امرئي . وقد قيل : إن حندجاً اسم امرئ القيس بن عابس ، وله صحبة ، وهو كندي مثل الأول ، فوقع الغلط من ههنا . وقوله : لم تنه عن قتل العداة زوراً . نصب : زوراً على الحال من المصدر الذي هو النهي . أراد : نهياً زوراً . وانتصاب المصدر على هذه الصورة إنما هو حال ، أو مفعول مطلق ، فإذا حذفت المصدر ، وأقمت الصفة مقامه ، لم تكن إلا حالاً ، والدليل على ذلك أنك تقول : ساروا شديداً ، وساروا رويداً ، فإن رددته إلى ما لم يسم فاعله