وأنار وبكى ، فقال : يا جبرئيل ما هذه النداوة ؟ فقال : هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء ، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه . ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : * ( وحملناه على ذات ألواح ودسر ) * قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : الألواح خشب السفينة ، ونحن الدسر ، لولانا ما سارت السفينة بأهلها [1] . وقال عبد الله بن مسعود : دخلت يوما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت له : يا رسول الله أرني الحق أنظر إليه ؟ فقال : يا بن مسعود ألج المخدع [2] ، فولجت فرأيت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) راكعا وساجدا وهو يقول عقيب صلاته : اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي . قال ابن مسعود : فخرجت حتى أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فرأيته راكعا وساجدا وهو يقول : اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي . قال : فأخذني الهلع حتى غشي علي ، فرفع النبي ( عليه السلام ) رأسه وقال : يا بن مسعود أكفر بعد إيمان ؟ فقلت : معاذ الله ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك وأنت تسأل الله تعالى به ، ولا أدري أيكما أفضل ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا بن مسعود إن الله عز وجل خلقني وعليا والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح ولا تقديس ، ففتق نوري فخلق منه السماوات والأرض ، وأنا أفضل من السماوات والأرض وفتق نور علي فخلق منه العرش والكرسي ، وعلي أجل من العرش والكرسي . وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم ، والحسن أفضل من اللوح والقلم . وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور ، والحسين أفضل منهما ، فأظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى الظلمة وقالت : اللهم بحرمة هؤلاء الأشباح الذين خلقت إلا فرجت من هذه الظلمة ، فخلق الله عز وجل روحا وقرنها بأخرى فخلق منها نورا ، ثم أضاف النور بالروح فخلق منها الزهراء فاطمة ، فمن ذلك سميت الزهراء فأضاء منها المشرق والمغرب . يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي
[1] بحار الأنوار : ج 11 ص 328 ب 3 ح 49 . [2] ولج البيت : دخل فيه : والمخدع : بيت داخل البيت الكبير .