responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 697


ارتفع الفسطاط ، فإذا أنا بسيدي مدرج في أكفانه فوضعته على نعشه ثم حملناه ، فصلى عليه المأمون وجميع من حضر ، ثم جئنا إلى موضع القبر فوجدتهم يضربون المعاول من فوق قبر هارون الرشيد ليجعلوه قبلة لقبره ، والمعاول تنبو .
فقال : ويحك يا هرثمة ما ترى كيف تمتنع من حفر قبر له ؟ فقلت : لم يا أمير المؤمنين إنه قد أمرني أن أضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيك الرشيد لا أضرب غيره .
قال : إذا ضربت يا هرثمة تكون ماذا ؟ فقلت : أخبرني أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره ، وأنني إذا ضربت هذا المعول الواحد يصير القبر محفورا من غير يد تحفره ويأتي ضريح في وسطه . قال المأمون : سبحان الله ما أعجب هذا الكلام ، ولا عجب من أمر أبي الحسن ، فاضرب حتى نرى .
قال هرثمة : فأخذت المعول بيدي فضربت في قبلة قبر هارون ، قال : فانفرج القبر محفورا وان الضريح في وسطه قائم ، والناس ينظرون إليه قال : أنزله يا هرثمة . فقلت : يا سيدي أنه قد أمرني ألا أنزله حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ به القبر مع وجه الأرض ، ثم تظهر فيه حوت بطول القبر ، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته على جانب قبره وخليت بينه وبين ملحده . قال : فافعل يا هرثمة ما أمرت . وقال : فانتظرت حتى ظهر الماء والحوت ، وانتظرت الحوت حتى غاب وغار الماء ، والناس ينظرون ، ثم جعلت النعش إلى جانب القبر ، وتسجف من فوقه سجف أبيض لم أبسطه ، ثم انزل إلى القبر بغير يدي ولا أحد ممن حضر . فأشار المأمون إلى الناس أن هاتوا بأيديكم فاطرحوا فيه التراب فقلت : لا تفعل يا أمير المؤمنين . فقال : ويحك فيما يملأ ؟ فقلت : قد أمرني أن لا يطرح عليه التراب وأن القبر يمتلئ من نفسه ويطبق ويرتفع على وجه الأرض .
قال : فأشار إلى الناس أن كفوا . قال : فرموا ما في أيديهم من التراب ، ثم امتلأ القبر وانطبق وتربع على وجه الأرض . وانصرف المأمون وانصرفنا .
قال : فدعاني المأمون وأخلى مجلسه ، ثم قال : والله يا هرثمة لتصدقني بجميع

697

نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 697
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست