وقال أبو حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد الباقر ( عليه السلام ) قال : لما أتى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اثنان وعشرون شهرا من يوم ولادته رمدت عيناه ، فقال عبد المطلب لأبي طالب : اذهب بابن أخيك إلى عراف الجحفة وكان بها راهب طبيب في صومعته . قال : فحمله غلام له في سفط هندي حتى أتى به الراهب ، فوضعه تحت الصومعة ، ثم ناداه أبو طالب : يا راهب يا راهب . فأشرف عليه فنظر حول الصومعة إلى نور ساطع وسمع حفيف أجنحة الملائكة . فقال له : من أنت ؟ قال : أنا أبو طالب بن عبد المطلب جئتك بابن أخي لتداوي عينه . فقال : وأين هو ؟ قال : في السفط قد غطيته من الشمس . قال : اكشف عنه . فكشف عنه فإذا هو بنور ساطع في وجهه قد أذعر الراهب فقال له : غطه ، فغطاه . ثم أدخل الراهب رأسه في صومعته فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله حقا حقا وأنك الذي بشر به في التوراة والإنجيل على لسان موسى وعيسى عليهما السلام ، فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، ثم أخرج رأسه . فقال : يا بني انطلق به فليس عليه بأس . فقال له أبو طالب : ويلك يا راهب لقد سمعت منك قولا عظيما . فقال : يا بني شأن ابن أخيك أعظم مما سمعت مني ، وأنت معينه على ذلك ومانعه ممن يريد قتله من قريش . قال : فأتى أبو طالب عبد المطلب فأخبره بذلك . فقال له عبد المطلب : اسكت يا بني لا يسمع هذا الكلام منك أحد ، فوالله ما يموت محمد حتى يسود العرب والعجم [1] .