ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة [1] ومهبط الروح الأمين ، ما الذي نقموا [2] من أبي حسن ؟ نقموا والله شدة وطئته [3] ، ونكال وقعته [4] ، ونكير سيفه [5] ، وتنمره في ذات الله [6] . وأيم الله لو تكافوا [7] على زمام نبذه [8] إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسار بهم سيرا سجحا [9] لا يكلم خشاشة [10] ، ولا يتعتع راكبه [11] ، ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا [12] ، تطفح وضفتاه [13] ، ولأصدرهم بطانا [14] ، قد يحترق بهم الري غير منجلي منه بطائل [15] ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض . ألا هلم فأعجب وما عشت أراك الدهر عجبا ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون
[1] ويح كلمة تستعمل في الترحم والتوجع والتعجب . والزحزحة : التنحية والتبعيد . والزعزعة : التحريك . والرواسي من الجبال : الثوابت الرواسخ . وقواعد البيت : أساسه . [2] يقال : نقمت على الرجل : أي عتبت عليه وكرهت شيئا منه . [3] الوطأة : الأخذة الشديدة والضغطة ، وأصل الوطئ : الدوس بالقدم ويطلق على الغزو والقتل لأن من يطأ الشئ برجليه فقد استقصى في هلاكه وإهانته . [4] النكال : العقوبة التي تنكل الناس . والوقعة : صدمة الحرب . [5] التنكير : الانكار ، أي إنكار سيفه فإنه ( عليه السلام ) كان لا يسل سيفه إلا لتغيير المنكرات . [6] تنمر فلان : أي تغير وتنكر وأوعد ، لأن النمر لا تلقاه أبدا إلا متنكرا غضبان . والمراد بقولها ( عليها السلام ) في ذات الله أي في الله ولله . [7] التكاف تفاعل من الكف : وهو الدفع والصرف . والزمام ككتاب : الخيط الذي يشد في البرة والخشاش ثم يشد في طرفه المقود ، وقد يسمى المقود زماما . [8] نبذه : طرحه . [9] السجح بضمتين : اللين السهل . [10] الكلم : الجرح . والخشاش بكسر الخاء المعجمة : ما يجعل في أنف البعير من خشب ويشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده . [11] تعتعت الرجل : أي أقلقته وأزعجته . [12] المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي ، وتسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء . قاله الجوهري . وقال : ماء نمير : أي ناجع ، عذبا كان أو غيره . والفضفاض : الواسع ، يقال عيش فضفاض وثوب فضفاض . [13] تطفح : تمتلئ حتى تفيض . وضفتا النهر : جانباه . [14] بطن كعلم : عظم بطنه من الشبع ، ومنه الحديث : تغدو خماصا وتروح بطانا ، والمراد عظم بطنهم من الشرب . [15] الطائل : الغناء والمزية والسعة والفضل .