وخيرته التي انتجب لنا أهل البيت ، فكافحتم إليهم [1] ، ينهاكم فتنتهون ، ويأمركم فتأتمرون حتى دارت لكم بنا رحى الاسلام [2] ، ودر حلب الاسلام [3] ، وسكنت ثغرة الشرك [4] ، وهدأت دعوة الهرج [5] ، واستوسق نظام الدين [6] ، فحرتم بعد البيان [7] ، وخمتم بعد البرهان [8] ، ونكصتم [9] بعد ثبوت الاقدام ، اتباعا لقوم نكثوا أيمانهم * ( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) * [10] . ألا وقد والله أراكم قد أخلدتم إلى الخفض [11] ، وركنتم إلى الدعة [12] ، وعجتم عن الدين [13] * ( فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) * [14] . ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة بالخذلة التي خامرتكم [15] ، والفتنة التي
[1] الكفاح : استقبال العدو في الحرب بلا ترس ولا جنة ، ويقال : فلان يكافح الأمور أي يباشرها بنفسه . [2] دوران الرحى كناية عن انتظام أمرها . والباء في " بنا " للسببية . [3] در اللبن : جريانه وكثرته . والحلب بالفتح : استخراج ما في الضرع من اللبن ، وبالتحريك : اللبن المحلوب ، والثاني أظهر للزوم ارتكاب تجوز في الإسناد أو في المسند إليه على الأول . [4] الثغرة : هي نقرة النحر بين الترقوتين . و " سكنت ثغرة الشرك " كناية عن محقه وسقوطه كالحيوان الساقط على الأرض . [5] هدأت : سكنت . والهرج : الفتنة والاختلاط . [6] استوسق : اجتمع وانضم ، من الوسق بالفتح وهو ضم الشئ إلي الشئ ، واتساق الشئ : انتظامه . [7] حرتم إما بالحاء المهملة المضمومة من الحور بمعنى الرجوع أو النقصان . وإما بكسرها من الحيرة . [8] خم اللحم يخم بالكسر : أنتن أو تغيرت رائحته . [9] النكوص : الرجوع إلى الخلف . [10] التوبة : 13 . [11] الرؤية هنا بمعنى العلم أو النظر بالعين . وأخلد إليه : ركن ومال . والخفض بالفتح : سعة العيش . [12] الدعة : الراحة والسكون . [13] قال الجوهري : عجت بالمكان اعوج أي أقمت به . وعجت غيري ، يتعدى ولا يتعدى . وعجت البعير : عطفت رأسه بالزمام . والعايج : الواقف . وذكر ابن الأعرابي : فلان ما يعوج عن شئ أي ما يرجع عنه . [14] إبراهيم : 8 . [15] الخذلة : ترك النصر . وخامرتكم : أي خالطتكم .