responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 260


ومن المعلوم أنه يمتنع أن تكون نفس علي هي نفس محمد ( عليه السلام ) بعينه ، فلا بد وأن يكون المراد هو المساواة بين النفسين ، وهذا يقتضي أن كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله لعلي ( عليه السلام ) ترك العمل بهذا في فضيلة النبوة ، فوجب أن تحصل المساواة بينهما فيما وراء هذه الصفة .
ثم لا شك أن محمدا ( عليه السلام ) كان أفضل الخلق في سائر الفضائل ، فلما كان علي مساويا له في تلك الصفات وجب أن يكون أفضل الخلق ، لأن المساوي للأفضل وجب أن يكون أفضل .
الحجة الثانية : التمسك بخبر الطير ، وهو قوله ( عليه السلام ) : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " [1] والمحبة من الله تعالى عبارة عن كثرة الثواب والتعظيم .
الحجة الثالثة : إن عليا كان أعلم الصحابة ، والأعلم أفضل . إنما قلنا إنه كان أعلم بالإجمال والتفصيل .
أما الاجمال فهو أنه لا نزاع أن عليا كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم ، وكان محمد ( عليه السلام ) أفضل الفضلاء وأعلم العلماء ، وكان علي في غاية الحرص في طلب العلم ، وكان محمد في غاية الحرص في تربية علي وفي إرشاده إلى اكتساب الفضائل .
ثم إن عليا بقي من أول صغره في حجر محمد ( عليه السلام ) ، وفي كبره صار ختنا له ، وكان يدخل عليه في كل الأوقات ، ومن المعلوم أن التلميذ إذا كان في غاية الذكاء والحرص على التعلم وكان الأستاذ في غاية الفضل وفي غاية الحرص على التعليم ، ثم اتفق لمثل هذا التلميذ أن اتصل بخدمة هذا الأستاذ من زمان الصغر ، وكان ذلك الاتصال بخدمته حاصلا في كل الأوقات ، فإنه يبلغ ذلك التلميذ في العلم مبلغا عظيما . وهذا بيان إجمالي في أن عليا كان أعلم الصحابة .



[1] مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي : ص 156 ، أسد الغابة : ج 4 ص 30 ، بحار الأنوار : ج 48 ص 3 باب 69 .

260

نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست