ثم قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمن جاء به : ما كان يقول حي وهو يقاد إلى الموت ؟ قالوا : كان يقول : لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فجاهد حتى بلغ النفس جهدها * وحاول يبغي العز كل مقلل [1] . واصطفى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من نسائهم عمرة بنت خنافة . وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت أرسلت عليه ( صلى الله عليه وآله ) حجرا [2] . ولم يقتل من المسلمين غير خلال . غزاة بنو [3] المصطلق هم من خزاعة ، وهي غزوة المريسيع ، ورأسهم الحارث بن أبي ضرار . وأصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب ، فقتل علي ( عليه السلام ) مالكا وابنه ، فأصاب النبي ( عليه السلام ) سبيا كبيرا ، وكان سبا علي ( عليه السلام ) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، فاصطفاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فجاء أبوها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بفداء ابنته ، فسأله النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن جملين خبأهما في شعب كذا . فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والله ما عرف بهما أحد سواي . ثم قال : يا رسول الله إن ابنتي لا تسبى أنها امرأة كريمة . قال : اذهب فخيرها . قال : أحسنت وأجملت . وجاء إليها أبوها ، فقال لها : يا بنية لا تفضحي قومك . فقالت : قد اخترت الله ورسوله . فدعا عليها أبوها . فأعتقها رسول الله وجعلها في جملة أزواجه . فلما سمع قومها ذلك أرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فما علم امرأة أعظم بركة على قومها منها . وفي هذه الغزاة نزلت : * ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) * [4][5] . )
[1] في الإرشاد : " مقلقل " بدل " مقلل " . [2] الإرشاد للمفيد : ص 58 - 59 . [3] كذا في الأصل ، والقاعدة : بني المصطلق . [4] النور : 11 . [5] المناقب لابن شهرآشوب : ج 1 ص 201 .