نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 98
عاداه ، وخالفه ، وناوأه ، حتى قيام الساعة ، وأنَّ مهمة هؤلاء الخلفاء هي الذبّ ، والدفاع عن تعاليمه ، ومبادئه الواقعية ، من كيد الأعداء ، وهو ما قد يأتي التعبير عنه في هذه الأحاديث ب ( القتال ) ، و ( الظهور ) ، و ( القهر ) ، فكلّها معان ، ومصطلحات للدفاع عن الرسالة الإسلامية بكلّ ما أمكن . وليس من شكّ في أنَّ هذه الأحاديث تتوجه بنفس التوجيه الذي تمَّت الإشارة إليه سابقاً في تفسير بقاء الإسلام منيعاً ، ظاهراً ، منتصراً في حديث ( الخلفاء الاثني عشر ) ، حيث إنَّ ( القتال ) ، و ( الظهور ) ، و ( القهر ) المذكور في هذه الأحاديث إنّما يكون مع الحقّ ، ولأجل الحقّ ، وفي طريقه ، حسب النصوص التي تناولته . وهذا التفسير لا يتقبّل أن تُحمل هذه الألفاظ على معناها الظاهري السطحي من المبارزة ، والقتال ، والحرب بشكل دائم ، وطيلة فترة بقاء الإسلام على وجه هذه الأرض ، لأن الواقع التاريخي الثابت يرفض هذا التفسير بشكل قاطع ، ولا يدع مجالاً حتى لإحتماله . إذن ، يجب حمل هذه الألفاظ والمصطلحات الصادرة عن رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) بشأن هذه الطائفة من الأمّة على المعنى الذي استفدناه سابقاً ، وسنشير إليه لاحقاً أيضاً في النقطة الآتية من حديث ( الخلفاء الاثني عشر ) ، وهو المعنى الواقعي المقصود من مجموع هذه الأحاديث ، والذي قامت عليه الشواهد التأريخية القاطعة ، والقرائن العلميّة الثابتة . ومن هذه الأحاديث ما روي عن ( جابر بن عبد الله الأنصاري ) عن رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) أنّه قال : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . . . ) [1] .
[1] البخاري ، صحيح البخاري ، كتاب الأحكام ، باب : الأمراء من قريش
98
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 98