المقدمة لم يسجلِ التأريخ الإسلامي على مدى القرونِ الماضيةِ حيفاً ، وظلماً ، واتهاماً ، كالذي جرى على أهلِ بيت النبوة الطاهرين ( عَلَيهمُ السَّلامُ ) ، والسائرين على نهجهم ، والسالكين سبيلهم .ولا يتكلفُ الباحثُ المنصفُ أدنى عناءٍ من أجلِ الوقوفِ على تفاصيلِ هذه المأساة ، وفصولِها المحزنة المريرة ، وليسَ من الصعبِ على مَن له أدنى درايةٍ بحركةِ التأريخ في رؤيةِ المعاناةِ التي مرَّ بها الأصفياءُ من أبناءِ الإسلامِ العظيمِ ، وهم يدفعونَ الثمنَ غالياً ونفيساً على مستوى الجسدِ ، والفكر ، والروح .فاصطبغتِ العقيدةُ لدى أتباعِ مدرسةِ أهلِ البيتِ ( عَلَيهمُ السَّلامُ ) بلونِ الدمِ القاني ، الذي رفعَ شعارَ مواجهةِ الذُلِّ ، والهوانِ ، والاستعباد ، فأمسكَ روّادُ هذه المدرسةِ بأحدِ الكفَّينِ درعَ الدفاعِ عنِ الدينِ المحمدي ، والكرامةِ الغاليةِ ، والعِرضِ النفيس ، فتلاحقت قوافلُ الشهداءِ تخطُّ مسارَ العقيدةِ الشامخة في خضمِّ السياساتِ المنحرفة ، والدعواتِ المتعصّبة ، تتصدرُها مواقفُ أهل البيت ( عَلَيهمُ السَّلامُ ) المتوجةُ بوسامِ الشهادة .