نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 211
وغايتها ، ولكنَّ المهم هو أن يقع التوافق على مستوى رفض كلّ ما لم يحكم باسم الإسلام ، ومبادئه ، وتشريعاته ، ويكون التأييد الصادر عنهم ( عَليهِ السَّلامُ ) عند إطلاقه تأييداً لهذا الخطّ العام ، والنهج العريض ، الذي تلتقي فيه الرؤى عند هذا الهدف الإسلامي الكبير . ومن النماذج التأريخية التي تطلّ علينا في هذا المجال تأييد الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عَليهِ السَّلامُ ) لثورة ( زيد بن علي ) الذي خرج ضد الحكم الأموي ، إذ نراه ( عَليهِ السَّلامُ ) يقول : ( ولا تقولوا خرج زيد ، فإنَّ زيداً كان عالماً ، وكان صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنَّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد ( عَليهِ السَّلامُ ) ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ) [1] . وفي الحقيقة إنَّ في قول الإمام الصادق ( عَليهِ السَّلامُ ) هذا تأييد للدوفع التي دعت إلى قيامها من الأساس ، وإقرارا لمشروعيتها الدينية ، باعتبار أنَّها اكتسبت هذه الشرعية من خلال كونها وسيلة لتسليم الحكم إلى أهله المستحقين له واقعياً ، وهم أهل البيت ( عَليهمُ السَّلامُ ) ، وليست دعوة تقوم على أساس السيطرة الفردية ، والطموحات الشخصية . ويعزّز لنا الإمام الصادق ( عَليهِ السَّلامُ ) هذه الحقيقة أيضاً بالقول ل ( فضيل ) : - ( يا فضيل شهدتَ مع عمي قتال أهل الشام ؟ فقال فضيل : - نعم ! قال ( عَليهِ السَّلامُ ) : - فكم قتلتَ منهم ! قال فضيل : - ستة . قال ( عَليهِ السَّلامُ ) :
[1] الكليني ، محمد بن يعقوب ، الكافي ، ج : 8 ، رواية : 381 ، ص : 264 ، ووسائل الشيعة للحر العاملي ، ج : 15 ، ص : 50 ، عنه .
211
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 211