نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 210
وقال الإمام محمد بن علي الجواد ( عَليهِ السَّلامُ ) : ( العامل بالظلم ، والمعين عليه ، والراضي به شركاء ) [1] . وقال ( عَليهِ السَّلامُ ) : ( يوم العدل على الظالم أشدُّ من يوم الجور على المظلوم ) [2] . وهكذا نقرأ نفس الأسلوب وعين المضامين السابقة في أحاديث وممارسات الإمام محمد بن علي الجواد ( عَليهِ السَّلامُ ) ، والإمام علي بن محمد الهادي ( عَليهِ السَّلامُ ) ، والإمام الحسن بن علي العسكري ( عَليهِ السَّلامُ ) ، وأمّا الخليفة محمد بن الحسن المهدي ( عَليهِ السَّلامُ ) ، فسيرتُه في إقامة القسط والعدل ، واستئصال الظلم والجور ، لهي من أوضح الواضحات ، وأجلى المسلَّمات . ومضافاً إلى كلّ ذلك ، فقد مارس ( الخلفاء الاثني عشر ) أسلوباً عمليّاً في مواجهة الطواغيت ، يتمثل بإسناد وتأييد الثورات الشعبية المخلصة ، التي تفصح عن التحدّي الجماهيري بين الحين والآخر ، وتحاول من خلال الجهاد المسلّح من أن تطيح بحكومات الجور والضلال ، وتقيم حكم الله وشريعته المقدسة بدلاً من ذلك . إنّ ( الخلفاء الاثني عشر ) ، ومن موقع مسؤوليتهم في الدين والمجتمع ، لا بدَّ أن يقولوا كلمتهم بالنسبة إلى هذه الثورات المسلَّحة ، ويبيِّنوا رأيهم فيها ، لكي تتشخص الرؤية لدى المسلمين ، ويعرفوا حقيقة الموقف الذي يتبناه هؤلاء الخلفاء ، اتجاه الجبابرة والسلاطين . ومن غير الخفي أنَّه ليس من الضروري أن يقع التطابق الكامل في رؤية خلفاء الرسول ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) مع الناهضين بهذه الثورات البطولية ، وأن يتم التوافق في جميع الطموحات والأهداف ، لأنَّ هذا مما يختلف باختلاف دوافع الثورة ووسائلها
[1] الصدوق ، أبو جعفر ، الخصال ، ج : 1 ، باب الثلاثة ، رواية : 72 ، ص : 107 ، والوسائل للحر العاملي ، ج : 16 ، ص : 140 ، والفصول المهمة لابن الصبّاغ المالكي ، ص : 274 . [2] المالكي ، ابن الصباغ ، الفصول المهمة ، ذكر أبي جعفر الجواد .
210
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 210