نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 201
بعضاً ، أيُّها الناس ، إنَّكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب رجلاً لم تجدوا رجلاً من ولد نبي غيري ، وغير أخي ) [1] . ويكفي لخط أهل البيت ( عَلَيهمُ السَّلامُ ) فخراً ، واعتزازاً ، وذبّاً عن الإسلام ، ومبادئه ، ما قدَّمه الإمام الحسين بن علي الشهيد ( عَليهِ السَّلامُ ) من تضحيات ، وبطولات ، في واقعة ( كربلاء ) ، وكفى بهذا الحدث العظيم تجسيداً للنهج الذي أشرنا إليه ، من مقارعة الطواغيت والظلمة ، وعدم قبول حكمهم ، فقد انطلق الإمام الحسين ( عَليهِ السَّلامُ ) من خلال مواقفه ، وتضحياته في ( الطف ) ، من موقع الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، ووجد أنَّ من الازم عليه أن يريق دمه في سبيل الله ( جَلَّ وَعَلا ) ، ويقدِّم لأجل ذلك أبناءه وأهل بيته وخيرة أصحابه ، ليلقِّن الأجيال دروس الجهاد والبليغة ، وعبر الذبِّ عن حريم الإسلام بكلّ غالٍ ونفيس ، ومواجهة الطغاة والظالمين ، بكلّ ما تحمله المواجهة من مواقف وتضحيات . وتضيق بنا الصفحات فيما لو أردنا أن نسطر ما خطه السبط الشهيد ( عَليهِ السَّلامُ ) من ممارسات عمليَّة في سبيل إدامة هذا النهج وإعلائه ، ولكننا لا نجد وسعاً في ذكر بعض ما نقل عنه ، من مآثر هذا الشأن ، تعزيزاً لما نقول . جاء في رسالة بعثها الإمام الحسين ( عَليهِ السَّلامُ ) إلى أخيه ( محمد بن الحنفية ) موضِّحاً دوافع ثورته ، وأهداف خروجه : ( لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ، ولا مفسداً ، ولا ظالماً ، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة محمد رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، أريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير سيرة جدي وأبي ) [2] .
[1] الكاشاني ، محمد بن المحسن ، معادن الحكمة ، ج : 2 ، ص : 24 . [2] المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، ج : 44 ، ص : 329 ، ومقتل الحسين ( عَليهِ السَّلامُ ) للخوارزمي ، ج : 1 ، ص : 88 .
201
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 201