نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 186
فمن الواضح أنَّ سياق الحديث من حيث استعراض وصي موسى ( عَليهِ السَّلامُ ) ، وأنَّه إنَّما كان وصياً لكونه أعلم الناس من بعده ، ومن ثمَّ ذكر خصوصيات وصفات الوصي في هذه الأمَّة بالتفصيل ، فكلّ هذه القرائن تؤكّد على أنَّ المقصود هو الوصية بالخلافة ، والأمر في منتهى الوضوح ، ولكن بما أنَّه لم يكن هناك بدّ من قبول الخبر وروايته ، فلابدَّ إذن من اللجوء إلى تحريفه عن واقعه ومعناه الحقيقين إرضاءاً للرغبات ، وتقرباً لسلاطين الجور والضلال ، وتمويهاً للحقائق الناصعة ، والأحاديث الثابتة . ومن أمثلة حذف بعض من أقوال الصحابة مع عدم الإشارة إلى الحذف ما فعله ( ابن عبد البر ) في ترجمة قصيدة الصحابي الإنصاري ( النعمان بن عجلان ) في ( الإستيعاب ) ، حيث حذف منها بيتين قالهما في وصية الرسول ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) بحقِّ علي ( عَليهِ السَّلامُ ) ، وهما : فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر وصي النبي المصطفى وابن عمه وقاتل فرسان الضلالة والكفر ومن مظاهر الكتمان أيضا ما روي في ( مسند أحمد ) من أنَّه قال : ( جاء رجل فوقع في علي ، وفي عمار ، عند عائشة ، فقالت : - أمّا علي ، فلستُ قائلة لك فيه شيئاً ، وأمّا عمّار فإنِّي سمعتُ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ) يقول فيه : - لا يخيَّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما ) [1] .
[1] ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، 6 / 113 .
186
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 186