نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 142
( ثمَّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين ) [1] . في هذه الآيات جعل الله هارون رداءاً لموسى ووزيراً وشريكاً في النبوة استخلفه موسى في قومه ، فلما نصَّ خاتم الأنبياء على أنَّ علياً منه بمنزلة هارون من موسى ، واستثنى من كلّ ذلك النبوة ، وأنَّه لا نبي بعده ، بقي منها للإمام علي ردء ، ووزارة ، ومشاركة في التبليغ على عهد الرسول ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، ومن بعده الخلافة في قومه ، وحمل أعباء التبليغ ، وكذلك الأمر مع ولديه الحسنين ، ونستثني النبوة مما كان للأسباط ، لأنَّه لا نبي بعد خاتم الأنبياء ، ويبقي لهما حمل مسؤولية تبليغ الأحكام الإسلامية عنه ) [2] . وبهذا نجد التطابق الكامل بين مضمون حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) وبين هاتين الطائفتين من الأحاديث اللتين وردتا في شأن الحسن والحسين ( عَليهِما السَّلامُ ) . ولو عدنا عودة سريعة إلى القواسم المشتركة السالفة التي استفدناها من الهياكل اللفظية لحديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) ، وتوقفنا عند النقطة التي أكَّدت على أنَّ أمر الإسلام سيبقي عزيزاً ، منيعاً ، وأنَّ هؤلاء الخلفاء سيصونونه عن التحريف ، مما يعني أنَّهم منزَّهون عن الوقوع في المعاصي والأخطاء ، وإلاّ لما تأهلوا لهذه المهمة الرسالية الحساسة . . فلو عدنا إلى هذه النقطة ، وقارنّا بينها وبين ما صحَّت روايته عند الفريقين في أنَّ ( آية التطهير ) قد نزلت في حقِّ علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( عَليهِمُ السَّلامُ ) ، لكان في الخروج بنتيجة هذه المقارنة إضافة دليل آخر لتطبيق حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) على الحسن والحسين ( عَليهِما السَّلامُ ) ، وعلى أبيهما علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) أيضاً ، وتأكيد لما ذكر صريحا في تلك الأحاديث من النصِّ على أسمائهم ، وتشخيصهم بشكل لا يقبل التشكيك .