نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 137
فعند مطالعة الآيات التي ورد فيها هذا العنوان ، نجدُ أنَّه قد ورد في بعض الأنبياء السابقين لنبي الإسلام محمد ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، وبما أنَّ نبينا ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) هو خاتم الأنبياء ، ولا نبيَّ بعده ، فهذا يعني أن الحسن والحسين ( عَليهِما السَّلامُ ) سيقومان بالنسبة للرسالة الإسلامية بنفس الدور الذي قام به ( الأسباط ) من قبل بالنسبة للشرائع السماويَّة السابقة ، ويتوليان خلافة النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، والنيابة عنه في أمور التشريع وشؤونه بعد أبيهما علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) كما تقدم إثباته . ومن غير الخفي علينا أنَّ النبوة التي كانت شأنا من شؤون ( الأسباط ) ومختصاتهم كما صرَّح بذلك القرآن الكريم [1] ، ولا يمكن أن يتصف بها الخليفة والنائب عن رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، أو يحمل آثارها وخواصَّها ، باعتبار أنَّ جميع الرسالات والشرائع قد ختمت بالرسالة الإسلامية الخالدة ، وجميع النبوات قد ختمت وانتهت إلى نبوته ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، كما هو واضح لدى الجميع ، فيبقى من عنوان ( الأسباط ) إذن ما عدا وصف النبوة وخواصِّها جميعُ المهام التي اضطلع بها ( الأسباط ) ، ومارسوها وتميَّزوا بها عن بقية الناس بالنسبة إلى الرسالات السماوية السابقة ، وهي تتلخص بتبليغ أحكام الله ( جَلَّ وَعَلا ) ، والمحافظة عليها ، والذبّ عنها حتى النفس الأخير . ولو طبَّقنا هذه النتيجة على الحسن والحسين ( عَليهِما السَّلامُ ) وفقا لما ورد في أحاديث النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، لأنتهينا علميّاً إلى القول بأنَّ وظيفة الحسن والحسين ( عَليهِما السَّلامُ ) تعبِّر عن الامتداد الشرعي لوظيفة رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، وأنَّهما ( عَليهِما السَّلامُ ) يمارسان نفس المهام التي مارسها ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، ما عدا صفة النبوّة وخصائصها التي استأثر بها
[1] سيأتي ذكر هذه الآيات قريباً إن شاء الله تعالى .
137
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 137