نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 109
يتحقق معنى ( الخلافة ) ، و ( الإمارة ) ، و ( الوصاية ) مع الفصل بين المستخلِف والخليفة ، وبين الموصِى والوصي ، ولو بمدّة وجيزة كما هو واضح . وكذلك إذا ضممنا إلى هذا الحديث الأحاديث الأخرى التي أكّدت على أنّ الإسلام سيبقى منيعاً ، عزيزاً ، قائماً ، صالحاً ، ماضياً ، مستقيماً ، ظاهراً ، منتصراً مع هؤلاء الخلفاء ، وأنّ هذا البقاء لا يعنى إلاّ بقاء معالم الإسلام ، وأصوله واضحة ، ومشخصة ، وراسخة في الواقع طبقاً لقوله تعالى : ( إنّا نحنُ نزّلنا الذكرَ وإنّا لهُ لحافظون ) [1] . وهذا ما لا يمكن تصوره مع وجود فترة زمنية فاصلة بين النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) وبين خلفائه وأ وصيائه النائبين عنه . مضافاً إلى كلّ هذا ، فإنّه سوف يأتي وحسب ما ثبت في مصادر مدرسة الخلفاء أنّ أول الخلفاء الإثنى عشر هو الإمام علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) ، وهو يعزّز المعنى المذكور ، وينسجم معه إنسجاماً تاماً . وسوف يأتي في ضمن استعراض محاولات علماء مدرسة الخلفاء في تفسير حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) أنَّ هناك من يقول بعدم ضرورة مجيء هؤلاء الخلفاء بعد رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) بشكل مباشر ، وإنّما من الممكن أن يتوزّعوا على المراحل الزمنية المختلفة ، ولا مانع من أن تبدأ خلافتهم بعد مضي فترة من رحيله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، كما أنّه ليس من اللازم أن يقع التعاقب بينهم واحداَ بعد الآخر ، ولذا فنحن نذّكر القارئ المتتبع بأنّنا سوف نعود إلى هذه النقطة ، ونشير إليها بعد حين بإذن الله تعالى .