نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 101
الحياة الأخيرة ، ثمَّ يظهره ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، وهو التفسير الوحيد الذي ينسجم ويتناسب مع هذه الأحاديث ، ويوجهها توجيهاً شرعياً معقولاً ، ومبنياً على الأسس والأصول الشرعية الثابتة ، دون تعسُّف ، أو تحميل ، أو إعلان عن الإعياء والعجز عن تقديم تفسير واضح لهذه الأحاديث ، أو التوقّف فيها ، كما فعل بعضُ العلماء على ما سيأتي توضيحه وتفصيل الكلام فيه لاحقاً إن شاء الله تعالى . وهناك قرائن أخرى ذُكرت في الأحاديث المتقدمة تشير إلى مرافقة ( الخلفاء الاثني عشر ) لمسيرة الرسالة الإسلاميَّة حتى اللحظات الأخيرة ، إذ قد مرّ معنا في الصيغة الثالثة من الهياكل اللفظية ، وكذلك في القواسم المشتركة لأحاديث ( الخلفاء الاثني عشر ) أنّ الخلفاء كافةً ينتهون نسبياً إلى قبيلة ( قريش ) ، فعن طريق الجمع بين هذه الأحاديث ، وأحاديث أخرى واردة في الصحاح والكتب المعتبرة لدى أبناء ( مدرسة الصحابة ) ، والتي تنصُّ على أنَّ أمر الخلافة والقيمومة على المسلمين سيبقى مستمراً في قبيلة ( قريش ) حتى قيام الساعة . . عن طريق هذا الجمع نستطيع أن نصل إلى ذات النتيجة المتقدمة ، وأنَّ هؤلاء ( الخلفاء الاثني عشر ) سوف يتعاقبون واحداً بعد الآخر على حفظ الرسالة الإسلامية ، وحمايتها ، وصيانتها من التحريف حتى قيام الساعة . ولنلاحظ ما ينقله لنا ( البخاري ) كشاهد على هذا القول ، حيث يذكر في صحيحه ما نصّه : ( حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا عاصم بن محمد : سمعت أبي يقول : قال ابن عمر : قال رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ) : - لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) [1] . وقال ( ابن حجر العسقلاني ) معلّقاً على هذا الحديث :
[1] البخاري ، صحيح البخاري ، كتاب الأحكام ، باب : 2 : الأمراء من قريش ، ح : 2 .
101
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 101