نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 10
فتناولتُ في الفصل الأول من هذه الدراسة رواة حديث ( الخلفاء الاثني عشر ) في مصادر مدرسة الصحابة ، لنجد أنَّهم بلغوا خمسة عشر صحابيّاً ، من خلال عشرات الطرق المتنوعة ، الأمر الذي يجعلنا نطمئن ، بل ونقطع بصحة صدوره عن النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) . ونظراً لتعدد أبعاد الحديث ، وسعة دلالاته ، وتكرره بخصوصيات وحيثيات متنوعة ، فقد دعت الضرورة لأن نفرد الفصل الثاني لإستعراض هياكله وقوالبه اللفظية ، ونعنون كلّ طائفة متشابهة من الروايات بعنوان خاص ، ليتسنى لنا الرجوع إليها عند تحليل الحديث ، وبيان دلالاته . وهذا هو ما خصصنا له فصلاً جوهرياً وهو الفصل الثالث من هذه الدراسة ، حيث يتمّ هنا البحث في القواسم المشتركة بين روايات حديث ( الخلفاء الاثني عشر ) المتنوعة ، لكي نجد لها المصاديق الحقيقية القابلة للانطباق عليها ، ونبعدها عمّا لا يمكن أن يكون مورداً لها ، من خلال دراسة القيود الدخيلة في تحديد هوية هؤلاء الخلفاء ، والمميزة لهم عن الآخرين بما لا يطرأ عليه الجدل والنقاش ، وبما يقطع التأويلات والإنتحالات . وفي الفصل الرابع نتناول سبب غياب أسماء الخلفاء في ( الصحاح ) ، على الرغم من إقرارها بعددهم ، وخصوصياتهم ، لنقف على حقائق مريرة تتعلق بمنع تدوين الأحاديث المتعلقة بهؤلاء الخلفاء ، وكتمان الكثير منها ، لأسباب تبدأ جذوتها إلى اللحظات الأولى لرحيل رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، مما مهَّد السبيل إلى السياسات الظالمة التي استلمت زمام الحكم الإسلامي إلى تغييب أسماء هؤلاء الخلفاء الذين كانوا يعاكسون هذه السياسات القمعية الظالمة ، ويجاهرونها بالتحدّي ، قولاً
10
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 10