وعنه ( عليه السلام ) قال : القلب يتّكل على الكتابة [1] . وقال ( عليه السلام ) أيضاً : احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها [2] . وروي أنّ رجلاً من الأنصار كان يجلس إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه ، فشكى ذلك إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : استعن بيمينك ، وأومأ بيده ، أي خطّ [3] . فجودة الكتابة توجب رفع الحاجة والحفظ وانتفاع الأجيال القادمة وإكرام أشرف الأنام وتعظيم الأئمّة الكرام عليهم الصلاة والسلام ، بل تسبّب المغفرة والرحمة واستغفار الملائكة المقرّبين وترحّمهم ، كما روي في الأمالي عن أنس أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : « المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم ، تكون تلك الورقة يوم القيامة فيما بينه وبين النار حجاباً ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات [4] . وعن عليّ ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم ارحم خلفائي ، اللهم ارحم خلفائي ، اللهم ارحم خلفائي ، قيل : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنّتي [5] . فسمّاهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خلفاءه وترحّم عليهم ثلاثاً ، وهم الذين يروون حديثه وسنّته ، ويُحيون القلوب الميّتة ، ويبلّغون تلك الجواهر النفيسة والأمانات الكريمة إلى أهلها .