قال الصادق ( عليه السلام ) : « الواعظ والمستيقظ كالراقد واليقظان » [1] ، فمن استيقظ عن رقدة الغفلة انتبه إلى مخالفاته ومعاصيه ، صلح أن يوقظ غيره من الرقاد . ونعم ما قيل : يا واعظ الناس غير متّعظ * ثوبك طهِّر أولا فلا تَلُمِ وقال علي ( عليه السلام ) : « العاقل يتعظ بالآداب ، والبهائم لا تتعظ إلاّ بالضرب » [2] . أيها المسكين انظر ماذا قدّمت نفسك لغد ؟ ! وماذا فعلت ممّا قلت ؟ ! ماذا ينفعك وعظ الآخرين وما حصلت من ذلك ؟ وأيّ مزيّة لك وأنت ترتقي منبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ من كان قالبه محشواً بحبّ الدنيا وقلبه وكراً للهوى لا يليق به أن يضع أقدامه على مراقي المنبر . إذا كان الغراب دليلَ قوم * سيهديهم إلى أرض الجياف قال الله تعالى : ( أُفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) [3] . وهذا الحديث قرأته ونقلته مراراً لكنّي لم أجد له أثراً في قلبي القاسي ، وهو قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال : « مررت ليلة أسري بي على أناس في جهنّم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ فقال : هؤلاء خطباء من أهل النار كانوا يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم » [4] الويل ثمّ الويل لي من أعمالي وأفعالي وسيرتي ، واخجلتاه وواحياءاه بين يدَي ربّي . فإنّ أمّارتي بالسوء مااتّعظت * لجهلها بنذير الشيب والهرم
[1] شرح نهج البلاغة 16 / 112 باب 31 . [2] شرح نهج البلاغة 16 / 112 باب 31 ، البحار 71 / 327 ح 25 باب 80 . [3] الأنبياء : 67 . [4] بحار الأنوار 72 / 223 وفيه : « من أهل الدنيا » بدل « من أهل النار » .