responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 6


وقد ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة معاناة الأنبياء والصالحين مع اُممهم لأنّهم « لا يفقهون » . . « لا يعقلون » أو أنّهم لا يريدون ذلك .
وكم وكم حذّرنا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة ( عليهم السلام ) من تحكيم العقل المحدود في قضايا الدين ، وكم عانى الأنبياء والأوصياء من الناس . . من ذوي العقول الغاطسة في الطين ، لأنّهم كلّما أرادوا أن ينطلقوا بعقولهم ليخلّصوها من الأوحال والقيود لتتجاوز التراب وتصل إلى ربّ الأرباب رفض النّاس إلاّ الخلود إلى الثقل والاستسلام إلى اللذّات .
ولا زالت هذه المعاناة تتعب الإنسان في جميع شؤونه ، وتحرمه من استشراف عالم الأنوار ، واستطلاع الآفاق ، ولو أنّه صعد بعقله - بدلاً من تحجيم المطلق - لما استكثر ولا استكبر ولا استنكر الكثير ممّا روي في فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ومناقبهم ، بل لوجدها قليلة ضئيلة في حقّهم ، ولأدرك جيّداً كيف كان أهل البيت ( عليهم السلام ) يخفون الكثير من « حقيقتهم » عن عقول العباد المحجوبة المقيّدة .
وأمّا ما نسمعه أحياناً من تشكيك قد يلقى قبولاً متهافتاً ، أو حتّى ترويجاً خاوياً من هنا أو هناك لربّما عاد إلى هذه المأساة التي يعاني منها الإنسان منذ انطلاقة تاريخه حيث إنّه يريد أن ينزل بكلّ شئ إلى مستواه ، ويأبى أن يصعد بعقله إلى أعلى عليّين ، ويريد لكلّ شئ أن يدخل دائرة « التحجيم » التي صنعها لنفسه ، ولربّما احتجّ لذلك بضعف السند ، وعدم سلامة الطريق ، وارتباك النص ، وما شابه ذلك ، وهو يتخبّط ويخلط بين ما قد يكون محقّقاً عنده - كما يزعم - للوصول إلى نتائج في حقل خاصّ من حقول العلم فيسرّيه إلى حقل آخر .
وهكذا هو الإنسان كان وسيبقى « ظلوماً جهولاً » .

6

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست