responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 595


قريب من مذهبنا فإنّ عندنا أنّ آدم كان مندوباً إلى ترك التناول من الشجرة ، وكان بالتناول منها تاركاً نفلاً فضلاً ، ولم يكن فاعلاً لقبيح ، فإنّ الأنبياء ( عليهم السلام ) لا يجوز عليهم القبائح لا صغيرها ولا كبيرها ; وسيأتي الكلام في ذلك في باب عصمتها ( عليها السلام ) .
وقوله ( ولا تقربا هذه الشجرة ) أي لا تأكلوا منها وهو المروي عن الباقر ( عليه السلام ) فمعناه لا تقرباها بالأكل ، ويدلّ عليه أنّ المخالفة وقعت بالأكل بلا خلاف لا بالدنوّ منها ; ولذلك قال تعالى : ( فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما ) قيل : النهي عن موجب الشئ موجب لاجتناب ذلك الشئ . وتعلّق النهي بالإقتراب - وهو من مقدمات الأكل - للمبالغة ، فالقرب يدعو إلى الميل والأكل .
واختُلف في الجنّة التي أسكن فيها آدم :
فقال أبو هاشم : هي جنّة من جنان السماء غير جنّة الخلد ، لأنّ جنّة الخلد أُكُلها دائم ولا تكليف فيها .
وقال أبو مسلم : هي جنّة من جنّات الدنيا في الأرض ، وقال : إنّ قوله ( اهبطوا منها ) لا يقتضي كَونها في السماء ، لأنّه مثل قوله : ( اهبطوا مصراً ) .
واستدلّ بعضهم على أنّها لم تكن جنّة الخلد بقوله حكاية عن إبليس ( هل أدلّك على شجرة الخلد ) فلو كانت جنّة الخلد لكان آدم عالماً بذلك ولم يحتج إلى دلالة .
وقال الحسن البصريّ وعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وكثير من المعتزلة كالجبائي والرمّاني وابن الأخشيد : إنّها كانت جنّة الخلد ، لأنّ الألف واللام للتعريف وصار كالعلم عليها ، قالوا : وقول من يزعم أنّ جنّة الخلد مَن يدخلها لا يخرج منها غير صحيح . . » [1] .



[1] مجمع البيان 1 / 168 .

595

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست