وفي مجمع البيان : قيل : لأنّها أمّ كلّ حيّ [1] . وقوله تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء ) [2] صريحة في أنّ حوّاء خُلقت من آدم ( عليه السلام ) ، وفي خبر آخر قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الله خلق آدم من الماء والطين ، فهِمّةُ الرجال في الماء والطين ، وإنّ الله خلق حوّاء من آدم ، فهمّة النساء في الرجال ; فحصّنوهنّ في البيوت » [3] . ثانياً : إنّ لآدم وحوّاء حق الأبوّة والأمومة علينا ، ولو أنّ أبناءهم أرادوا إحصاء حقوقهما ومفاخرهما ومآثرهما ما استطاعوا القيام بذلك إلى يوم القيامة ، سيّما أنّ آدم ( عليه السلام ) كان أوّل من اطّلع على أنوار الفيض المحمديّ في أول الإيجاد ، ثمّ سطع النور في الناصية العليّة الجليّة لحوّاء ، فأنارت به جنّة الخلد ، « فعليها من التسليمات أزكاها ، ومن التكريمات أسناها » . والأفضل أن نبدأ الكلام بذِكر جملة من حالاتها المختصة بها ( عليها السلام ) : منها : أنّ طينتها كانت من طينة آدم الطاهرة ولم تكن من طينة أخرى . ومنها : إنّها لم تر صلب أب ولا رحم أُم ، فبقيت بعيدة مطهّرة عن أصلاب الآباء وأرحام الأمهات الطوامث . ومنها : إنّها خوطبت بالخطاب الذي خوطب به آدم ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنّة ) [4] . وفي الحديث « قال الله تعالى : يا آدم ويا
[1] بحار الأنوار 60 / 265 ح 4 باب 38 عن الدرّ المنثور ; و 60 / 265 ح 5 باب 38 عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم . [2] النساء : 1 . [3] البحار 11 / 116 ح 45 باب فصل آدم وحوّاء . [4] البقرة : 35 .