- كما في رواية العوالم - حيث ساوت ( عليها السلام ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [1] في آية المباهلة [2] فخصّص العموم لخصوصيّة خاصة بها ( عليه السلام ) . ويشهد لذلك الأحاديث المعتبرة المتواترة عن الأئمّة البررة ( عليهم السلام ) ; منها ما روي في البحار : « كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يطيعها في جميع ما تأمره » [3] وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحياناً فيقول : « يا عليّ أطع فاطمة ( عليها السلام ) » ويأمر فاطمة ( عليها السلام ) فيقول : « أطيعي عليّاً » . وإنّما يأمر عليّاً بطاعتها لعصمتها وصواب رأيها ولأنّها لا تخطأ ، وكأنّ رأي فاطمة رأي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولذا قال ( عليه السلام ) : « عاشرت فاطمة تسع سنين ، فلم تسخطني ولم أسخطها » . فإذا كان علي كفء فاطمة وفاطمة كفء عليّ ، حرم على عليّ أن يتزوّج بغيرها ما دامت حيّة ، وإن كانت الموانع مرفوعة . ففي البحار : « إنّ الله حرّم النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة ، لأنّها لم تحض » [4] وهي في كلّ ليلة عذراء باكرة - كما مرّ في خصائصها - . وهذا الحكم من خصائصها ( عليها السلام ) ، كما أنّ الإطاعة المتبادلة بينهما ( عليهما السلام ) من خصائصها ( عليها السلام ) . فنقول : إنّ معنى الكفاءة تعيّن في هذا المورد خاصّة العصمة ، يعني أنّ فاطمة
[1] يقصد أنّها دعيت كما دُعي ( عليه السلام ) ، وأنّها كانت مصداق « نساءنا » وكان عليّ ( عليه السلام ) مصداق « أنفسنا » . [2] في قوله تعالى في سورة آل عمران الآية 61 : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . . ) . [3] البحار 43 / 200 ح 30 باب 7 عن مصباح الأنوار . [4] البحار 43 / 15 ح 14 باب 2 .