بأصل ونسب » ، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ليس اليتيم الذي قد مات والده * إنّ اليتيم يتيم العلم والأدبِ [1] والآن لاحظ الآداب عند الأنبياء والمرسلين والأولياء الكاملين لتعلم أنّ معنى الأدب ليس هو القيام والقعود ووضع اليد على الصدر للاحترام وأمثال ذلك ، وإنّما هو الانقطاع عن عباد الله والإقبال القلبيّ الكلّيّ على الله ( وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) [2] . ومن علائم الأدب : حبّ الله والمداومة على ذكره « ومن أحبّ شيئاً أكثر ذكره » وعن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « اللهم اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي وسمعي وبصري وأهلي ومالي ومن الماء البارد » . وقال أيضاً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « اللهم إنّي أسألك الرضا بعد القضاء ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذّة النظر إلى وجهك الكريم ، وشوقاً إلى لقائك » [3] . الحاصل : قال الحكماء - ونِعم ما قالوا - : إنّ البعض يجتنب الملَكات الرديّة الرذيلة بنجابته الأصليّة وطهارته الفطريّة ، وبعض يحترز عنها بعد أن يفكّر ويتأمّل ويعرف رداءتها ورذالتها ، وبعض يتحاشاها خوفاً من الوعيد والتهديد والعقاب ورجاءً للأجر والثواب ، وهذه الطائفة هي الأكثر دائماً ، والطائفة الوسطى تتبع التعليم ، والطائفة السفلى تمشي بدلالة الشرع ، ومثل الشرع فيها مثل من يأكل طعاماً ويغصّ به ، فلا يجد حيلة إلاّ أن يشرب الماء ليدفعه بالقوّة وإلاّ هلك .
[1] ديوان الإمام ( عليه السلام ) 18 . [2] النازعات : 40 - 41 . [3] البحار 83 / 2 ح 2 باب 38 .