responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 463


قانياً : إنّ الإسلام على مستويين : ظاهر وباطن . أمّا ظاهر الإسلام فهو الإقرار بالشهادتَين ، وبه يُحقن الدم وتجوز المناكحة ، وأمّا باطنه فهو الإيمان ، قال تعالى : ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ) [1] ، والإيمان هو الدين الذي بعث به النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصدع بإظهاره ، قال تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهُدى ودِين الحق ليُظهره على الدين كلّه ولو كَرِه المشركون ) [2] .
والدين : هو الصراط المستقيم وهو مسلك العقل الذي يرشد إليه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويدلّ عليه ، وهو ما عبّر القرآن بقوله تعالى : ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ) [3] فدلّ عليه وأمر باتباعه ، والدين يعني - إجمالاً - كلّ ما جاء به النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الأصول والفروع الإلهيّة والنواميس السماويّة .
وقد بُعث النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بداية أمر النبوّة ليدعو الناس إلى الإسلام الظاهريّ قبل أن تنزل تفاصيل الدين فروعاً وأصولاً ، فمن أظهر الشهادتَين حينئذ فهو مسلم تجري عليه أحكام الإسلام ، فلمّا وصلت الأحكام إلى سائر الأنام تدريجاً ، وبلّغ النبيّ الأصول والفروع كاملة ، جرى على الناس اسم الإسلام الواقعيّ - أي الإيمان - بمفاد قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [4] .
وهكذا كان نبيّ الرحمة يبلّغ - تدريجيّاً - أحكام الله - أصولاً وفروعاً - حسب ما تقتضيه الحكمة والأمر الإلهيّ ، ويجرّ الناس من ظاهر الإسلام إلى باطن الإيمان ، مثل الطبيب الذي يعالج مريضه بمرور الأيام وتناوب الأوقات ، فيعطيه



[1] المجادلة : 22 .
[2] الصفّ : 9 .
[3] الأنعام : 153 .
[4] المائدة : 3 .

463

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست