قال المفيد طاب ثراه : مات عُتبة على الكفر ولعنه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : « اللهمّ سلِّط على عتبة كَلباً من كلابك » فداهمه سبع في طريق الشام ومزّقه [1] . فلمّا هلك عتبة تزوّجها عثمان بن عفان في مكّة وهاجر معها إلى الحبشة ، ثمّ عاد إلى المدينة في السنة الثانية للهجرة ، وتوفّيت ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة بدر ، كان لها ولد صغير اسمه عبد الله نقره ديكٌ في عينه فمات وعمره ستّ سنوات . وبعد وفاة رقّيّة خطب أمّ كلثوم فتزوّجها في السنة الثالثة للهجرة ، وتوفّيت في السنة السابعة في شعبان . وأمّا فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : فقد خطبها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في السنة الثانية للهجرة بعد رجوعه من بدر ، فولدت له خمسة ذكوراً وإناثاً ، فانتشر منها نور النبوّة والعصمة في ذرّيّتها الطيبة على ما سيأتي ذكره . وبناءً على هذا ، فإنّ بنات خديجة - جميعاً - لم يعمّرن في هذه الدنيا إلاّ قليلاً . وكانت فاطمة ( عليها السلام ) أصغرهنّ سنّاً وأقصرهنّ عمراً . وقد دُفنت بنات النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الطاهرات بأجمعهنّ في البقيع . وكذا دُفن إبراهيم ( وكان له سنة وستّة شهور ) في البقيع أيضاً ، وله قبر معروف يُزار ، وسيأتي الحديث عن مارية القبطيّة وابنها إبراهيم ووفاته في بيان مستقل . عجالةً : لقد نصّت أخبار الفريقَين على أنّ البنات الطاهرات جميعاً تشرّفن بالإسلام ، وخرجن من هذه الدنيا بإيمان راسخ وكمالات محمودة ، وكنّ في موقع
[1] البحار 16 / 309 باب 11 و 18 / 57 ح 14 باب 8 و 22 / 202 ح 20 باب 2 .