إمامي : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » [1] . وهذه المقامات خاصّة بالأولياء الكاملين من أهل هذا البيت ، حيث تكون الولاية فرض وحتم على فواصلهم ، وإن كانت متأخرة عنهم ; لأنّها شرط كمال الإيمان ، وبدونها تكون الشريعة قالباً خاوياً لا روح فيه وكلاماً فارغاً لا معنى له . ولهذا نزل يوم الغدير - عند تنصيب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للخلافة - قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [2] وقوله تعالى : ( فإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ) [3] والآيتان تشهدان لنا نحن الشيعة الإماميّة . الحاصل : لقد أودع الله في تلك الذات القدسيّة - يعني ذات خديجة المقدّسة ( عليها السلام ) - ودائع نفيسة وذخائر شريفة لم يودعها - في ذلك الزمان - في ايحاءات أخرى من سكّان السماوات والأرض ; وأعظم تلك الودائع الجوهر الثمين لولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث أنّها آمنت وصدّقت بها قبل الإعلان عنها وقبل خروجها من القوّة إلى الفعل ، وبذلك سبقت خديجة إلى الإيمان بجميع مراتبه ومقاماته وتفصيلاته ، وهذا المستوى من الإيمان الكامل لم يتيسّر لعموم الناس ، لأنّ أمر الإمامة كان مخفيّاً على أهل ذاك الزمان إلى يوم غدير خم ، حيث رفع عنها الستار بعد نزول قوله تعالى : ( والله يعصمك من النّاس ) [4] فبشّرت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برفع