responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 418


أحداً كما سلّطتكم وألقت بمقاليدها إليكم ، وهذه قبوركم خربة ومزابل ترمى فيها قاذورات الناس والبهائم ، بينما كان العلويّون والفاطميّون مقهورين ومغلوبين ، انزوت الدنيا عنهم ، فلم تمكّن منهم أحداً ، فلا سلطان ولا حكم ولا اقتدار دنيويّ ، عاشوا فقراء وماتوا غرباء ، وهذه قبورهم عامرة يقصدها الناس من أقاصي البلاد ويطوفون حولها ويزورونها ويتبرّكون بها وينذرون لها ويستشفعون بتربتها ويشعلون الشموع والقناديل عندها كلّ ليل ، فما أعجب هذا الأمر وما أغربه ؟ !
فقال المستنصر : هذا أمر سماويّ وتأييد إلهيّ لا يحصل باجتهادنا ، ولو أمرنا الناس به ما قبلوا ، ولو بضرب الرقاب وسفك الدماء .
والأعجب أنّ أحد علماء العامة روى هذه القصة وعلّق عليها مؤيداً قول المستنصر فقال : « هذا لا يحصل بالقهر ولا يمكن بالإكرام » .
الحاصل : إنّ أمر السلطنة وأمر النبوة متباينان متغايران ، والمناط مدى الإتصال بساحة القدس الربوبيّ والتقرّب إلى الحقّ تبارك وتعالى . وهما في فاطمة وأولاد فاطمة ( عليها السلام ) بمستوى الكمال ، ومن آثاره توجّه النفوس وإقبال القلوب على مراقدهم المطهّرة ومشاهدهم المقدّسة ومواليدهم المتبرّكة إلى يوم القيامة .
والعجيب أنّ هذا التعظيم والتكريم لا يفتر ولا يقلّ على مدى الدهور وكرّ العصور ، بل يزداد يوماً بعد يوم ، وما سمعنا - قط - أنّ رجلاً شدّ الرحال لزيارة أحد الخلفاء العباسيّين أو أحد الأكاسرة أو القياصرة ، وإذا كانت للسلاطين حرمة أيّام حكمهم ، فلما عندهم من أموال ودنيا دنيّة وزخارف فانية ، وفي هذا دليل على أنّ النّاس يتهافتون على السلطان في حياته طمعاً في دنانيره ودراهمه ولا يهمّهم شخصه ، وهو دليل أيضاً على بطلان دعوى الأحقّيّة التي كانوا يدّعونها اعتماداً على اتّباع النّاس لهم .

418

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست