كلّ ذلك كان يسمعه أبو جهل فلا يزداد إلاّ حسداً وعناداً . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهذه الفرقة الثانية لمّا آمنوا : يا عباد الله إنّ الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي ؟ قالوا : لا . قال : تلك تكون ابنتي فاطمة وهي سيّدة النساء ، إنّ الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأوّلين والآخرين نادى منادي ربّنا من تحت عرشه : يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سيّدة نساء العالمين على الصراط ، فتغضّ الخلائق كلّهم أبصارهم ، فتجوز فاطمة على الصراط ، لا يبقى أحد في القيامة إلاّ غضّ بصره عنها إلاّ محمّد وعليّ والحسن والحسين والطاهرون من أولادهم فإنّهم محارمها ، فإذا دخلت الجنة وطرف في عرصات القيامة ، فينادي منادي ربّنا : يا أيها المحبّون لفاطمة ، تعلّقوا بأهداب مرط فاطمة سيّدة نساء العالمين ، فلا يبقى محبّ لفاطمة إلاّ تعلّق بهدبة من أهداب مرطها ، حتّى يتعلّق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام . قالوا : وكم فئام واحد يا رسول الله ؟ قال : ألف ألف وينجون بها من النار [1] . هذه تمام الخصائص الثلاثين وتأتي بعدها الخصائص المتعلقة بولادة الصدّيقة الكبرى صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها وذرّيّتها .
[1] بحار الأنوار 17 / 242 ح 2 باب جوامع معجزاتها ونوادرها ، والحديث طويل جدّاً .