responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 366


الإلهي ابتدأ بمجيء الإسلام وبعثة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثمّ إعتزل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاث سنين بعد البعثة ولم يصدع بالأمر ولم يكن من أهل الإيمان يومها إلاّ نفران ، رجل وامرأة ، هما أمير المؤمنين وخديجة الطاهرة وثالثهما فاطمة حيث أنّ خديجة ولدت فاطمة ( عليها السلام ) لخمس سنين بعد النبوّة ، أي في بدو ظهور الإسلام ، أمّا باقي بناتها فقد دخلن الإسلام بعد الهجرة أو مقارناً لها ، بينما ولدت المعصومة الكبرى ونزلت من رحم أمّها مسلمة مؤمنة إلى حين وفاتها ، وكم يشابه قبول إسلام فاطمة ( عليها السلام ) وهي صغيرة إسلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واستكماله الخصال المحمودة منذ نعومة أظفاره ، وهذا خير دليل على التأييد السبحانيّ والتسديد الربّانيّ لهما .
وعادة المرتاضين أنّهم يرتاضون أربعين سنة أو أربعين يوماً ، ثمّ لا بدّ أن يجنوا ثمرة رياضتهم بالوصول إلى مطلوبهم وتحقيق مقصودهم ، والنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعبّد بالعبادات الخاصّة وصبر فظفر بالثمرة ، وأفاد خير فائدة ، وهي الوجود المقدس لسيّدة النسوان وروح العالمين ، حيث كانت دائماً وأبداً تشاهد وهي في كنف الحضرة النبويّة الإشراقات والإلهامات والإفاضات والإيحاءات التي كان ينزل بها روح القدس جبرئيل الروح الأمين ( عليه السلام ) ، فتستفيض منها في كلّ آن وزمان .
نعم ، لقد ولدت فاطمة فتجلّى نور جديد ، وانجلت نورانيّة خاصّة ، وصار لدعوة سيّد الأنام قوام جديد من بزوغ ذاك النور وطلوع ذاك الوجود المقدس ، ودبّت حياة جديدة في الكيان الإسلاميّ ، وقد قيل : إنّ البنت بركة وقدومها يُنزل الرحمة ، فكانت بشارة خير وتفأل حسن صدّق الخبر اليقين ، حيث أضحت سوق الإسلام تزدهر بعد ولادتها يوماً فيوماً ، وصارت حصون الشرك والكفر تندكّ رويداً رويداً ، وأخذت الأصنام وعبّادها والملل وأصحابها والديانات القديمة وأتباعها تتزلزل ، فذهلوا وتخبّطوا وحاولوا وتشبّثوا بكلّ صغير وكبير ، والتجؤا

366

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست